تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بلاك ووتر والقراصنة

البقعة الساخنة
الأثنين 24 تشرين الثاني 2008 م
أحمد ضوا

أيهما أقدر على منع القرصنة في البحر الأحمر وخليج عدن الاساطيل البحرية الأميركية والغربية أم شركة بلاك ووتر الإجرامية?

ربما يتفاجأ البعض بهذا السؤال ويستفسر عن الرابط بين الجانبين في هذا الوقت الذي بات فيه العالم منشغلا بعمليات القرصنة الآخذة في التمدد والاتساع في خليج عدن وسواه أكثر من انشغاله بما يجري في العراق والاتفاقية الأمنية والوضع في أفغانستان وربما الأزمة المالية.‏

التسريبات الاعلامية الأخيرة تشي بزج شركة بلاك ووتر في معمعة حماية حركة البواخر في خليج عدن عوضا عن الأساطيل الغربية التي يبدو أنها عجزت رغم ما تملكه من طاقات تكنولوجية وتجسسية ووجود أقمار صناعية قادرة على رصد حركة القرصنة في الخليج.‏

في حين أنها استطاعت تحديد وجود أي إرهابي في شرق باكستان وجنوب أفغانستان وأرض العراق الواسعة بالمكان والزمان.‏

أليست مفارقة غريبة وعجيبة, ما الذي يصيب الأقمار الصناعية الأميركية عندما يتعلق الأمر بالأمن العالمي والتهديدات التي تطال المناطق العربية?!.‏

وكيف يمكن لسفينة هندية تدمير زورق يمتطيه قراصنة.. ويصعب على السفن البحرية الأميركية المزودة بأحدث التجهيزات اكتشاف قارب صيد صغير في جبل طارق وتدميره أو اعتراضه.‏

فهل أصيبت بالعمى التكنولوجي?‏

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا لماذا حتى اللحظة لم يجر اعتراض أي سفينة شحن أميركية أو أوروبية من قبل القراصنة رغم كثافة عددها?‏

الدفع بشركة بلاك ووتر للقيام بالمهمات الأمنية في خليج عدن لم يكن من قبيل المصادفة أو سعيا أميركيا لإنهاء هذه الأزمة..والمتابع للاهتمام الأميركي بهذه المنطقة يجب أن يدرك الأهداف المبيتة وعلى رأس هذه الأهداف تحويل هذه المنطقة إلى محمية بلاك ووترية تتحكم بحركة السفن والبواخر بحيث تحمي بعضها وتفتش بعضها الآخر تاركة للقراصنة البقية الأخرى ليكون في النهاية النصيب الأكبر لها.‏

فهذه الشركة الاجرامية التي لها صلات غير مباشرة بنائب الرئيس بوش يراد لها أن تتحول من شركة خارجة على القانون الدولي ومرتكبة للجرائم في العراق وأفغانستان وغيرها إلى شركة شرعية تكافح القرصنة.. إنه شعار كبير لمضمون وسخ وقذر وإجرامي وإرهابي.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية