تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


فاتحة التغيير

منوعات
الأثنين 24 تشرين الثاني 2008 م
يوسف الخطيب

وردنا من الشاعر الفلسطيني الكبير يوسف الخطيب البيان التالي:

إلى أعضاء الملتقى العربي الدولي العتيد لحق العودة‏‏

مؤتمركم هذا, نقلة نوعية بالغة الأهمية في مجمل تاريخ القضية الفلسطينية..‏‏

مؤتمركم هذا, هو المفصل الرئيسي لانتقال قضيتنا العظمى المقدسة, من زمن طويل من التخبط النضالي, والعشوائية السياسية, باتجاه هدفٍ محدد صريح, هو بالنتيجة عودة كل إنسان فلسطيني الى مسقط رأسه وموطن آبائه وأجداده, لا لمجرد إقامة دولة أو حيازة سلطة وإنما لإعادة فلسطين تراباً وشعباً الى منزلة القلب الخافق لمجمل هذه القارة العربية من المحيط الى الخليج.‏‏

مؤتمركم هذا هو الخروج بعينه من مرحلة محاولة الحل السلمي وأكذوبة التطبيع, باتجاه أن تحدد الأمة أخيراً من هو عدوها الحقيقي وأن تشير إليه في عينيه بأصابعها العشر.‏‏

مؤتمركم هذا يرى الشعب فيه أنه الخطوة الأشد جرأة للخروج من عبثية المفاوضات, التي تؤدي حتماً الى الاستغناء عن فلسطين نفسها بما يدعونه دولة فلسطين, بينما نضالنا الفلسطيني منذ أول يوم تلا وعد بلفور, كان باتجاه الحرية والوحدة الكاملة مع جسد الوطن العربي دون استقلال عنه لمجرد أن يتمتع نفر محدود ومرذول بما يعتبرونه هم (نعيم السلطة), ولكنها التي لا تزيد على سلطة كلبٍ على قطعة عظم يلقي بها سيده إليه.‏‏

فلتعلنوا أيها السادة, جهاراً ونهاراً, أن ما يريده مؤتمركم تحديداً هو انتزاع حق العودة انتزاعاً وليس عن طريق الاستجداء الذليل للأعداء, وأن مؤتمركم أيضاً يحيل الى عصور الانحطاط جميع المحاولات السابقة لأي نوعٍ من التعامل أو التفاهم مع أعداء هذه الأمة, بما مؤداه أنه قد ولى مرة واحدة والى الأبد زمن جميع الخيبات والإحباطات والسقوطات السياسية المريعة, وابتدأ عهد جديد تماماً هو عهد ملتقاكم هذا.‏‏

دمتم ذخراً لأمتكم وإن الله لا يغير ما في قومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم. ألا أيها الإخوة والأخوات .. إن مؤتمركم هذا هو فاتحة التغيير الذي طالبنا به الله..‏‏

ودمتم والسلام عليكم ورحمة الله..‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية