تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الكارثة .. والصمت المريب..!!

أخبار
الأثنين 24 تشرين الثاني 2008 م
محمد خير الجمالي

حتى ممارسات النازية الألمانية على بشاعتها وقذارتها بحق شعوب أوروبا والعالم إبان الحرب العالمية الثانية ,

لم تبلغ الدرك المنحط الذي بلغته جرائم الحرب التي تمارسها اسرائيل بحق سكان قطاع غزة واتخذت طابع حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بتعريض 1,5 مليون فلسطيني إلى خطر الموت جوعاً وبرداً ومرضاً نتيجة لقطع امدادات الغذاء والدواء والوقود والماء عنهم, وجعل غزة تعيش جحيم كارثة إنسانية, إذا مااستمرت لن ينجو أحد منها في المدينة المحاصرة.‏

والغريب في سياسة الإبادة الجماعية الممنهجة هذه, أنها تحدث وتدفع بغزة إلى عمق الكارثة, فيما الرسميون العرب ونظم الغرب التي تدعي الحرص على حقوق الانسان يلوذون بالصمت حيال جرائم نكراء تتخطى ببشاعتها ونتائجها الكارثية كل ماعرفه تاريخ البشرية من جرائم حرب مقززة .‏

لقد طال حصار غزة وطالت معه معاناة شعبها وبلغ الوضع فيها حد الكارثة, وإذا كان المجتمع الدولي مشلول الارادة والدور تجاه جريمة الحصار بفعل السيطرة الأميركية على الأمم المتحدة وفاعليتها, فلاشيء يمنع العرب من المبادرة لكسر الحصار الجائر بفتح المعابر مع غزة وإمداد سكانها بأسباب الحياة والصمود والمقاومة, ولهم في ذلك كل المبررات الموضوعية من الحق في منع كارثة تحيق بجزء من أبناء جلدتهم, إلى الحق في مواجهة سياسة جائرة تتنافى مع مبادىء القانون الدولي, فالحق في ملء الفراغ الناشئ عن غياب دور المجتمع الدولي في مواجهة العدوانية الاسرائيلية وسياسات التجويع والتركيع والتطهير العرقي التي تمارسها ضد شعب فلسطين.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية