تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


شباب طرطوس يرسمون المطر قصائد وألحاناً...

شباب
الأربعاء 5-2-2014
غـانـم مـحـمـد

الأفق هو سماء الوطن، والراحل على أشرعة الأمل هو حلم الشباب السوري الذين عرفوا نضارة وجه سورية ولا يرضون عنه بديلاً..

عندما تصدح الكلمة في طريقها إلى الملأ باسم أعزّ الأوطان وترسم مسار الضحكات المنتظرة والغائبة منذ سنوات لكن مقوماتها لم ولن ترحل وها هم مجموعة من شباب طرطوس على مسرح المركز الثقافي العربي في طرطوس يبنون للغد الآتي صروح عليائه ومنابر عزّته، ويهدلون كما الحمام على أفنان الصدور قبل الشجر، فيأتي بوجههم كما المطر الذي أبدى هذه السنة كل الغنج وكل الدلال..‏

صبايا وشباب رسموا بريشة العود حيناً وبحكايا ليل البرد حيناً وبحنين القلوب لأحبتها حيناً ثالثاً..‏

فقد دعا المركز الثقافي العربي بطرطوس يوم الأربعاء الخامس عشر من كانون الثاني 2014 إلى حضور مهرجان أدبي وفني للأطفال والشباب بمشاركة كل من حنين خليل، أحمد أحمد، راما موسى، علي قاسم، علي حسين، عزيز حمدان، حيدر عبود، ليليان حداد، مضر إبراهيم، ضياء إسماعيل، صبا خليل، علي إبراهيم، حسين حسين، من أعمار مختلفة وبرسائل مختلفة بين العزف والقصة والشعر والخاطرة، وقد أجاد المشاركون في المهرجان في طريقة إيصال صوتهم والتعبير عمّا يختلج في صدورهم والقاسم المشترك هو الحبيبة سورية فارتموا في حضنها دون أن يغار أحدهم من الآخر إلا إذا كان يحب سورية أكثر منه..‏

وبعيداً عن المستوى الفني للمشاركين وجودة مشاركاتهم فقد كان اللقاء جميلاً وحضر فيه التفاعل الطيب بين الموهوبين على المسرح والذين حضروا الفعالية سواء من الأهل أو الأصدقاء أو المهتمين وعابه غياب الحضور الرسمي والذي اكتفى بمدير الثقافة في مجلس محافظة طرطوس الأستاذ نزار غانم والذي أشار بدوره إلى ضرورة التنسيق عند التحضير لمثل هذه الفعاليات حتى لا تتضارب مع بعضها البعض..‏

مدير الثقافة في مجلس محافظة طرطوس قال إن الهدف من مثل هذه المهرجانات هو تشجيع الشباب وتنمية مواهبهم والمرحلة الحالية تتطلب إقامة مثل هذه الفعاليات وأعتقد أن مثل هذه الأنشطة تزيد من ارتباط الجيل بوطنه وتعطيه المجال للتعبير عن ذاته وإسماع صوته للجميع، ونتمنى أن يكون هناك تنسيق معنا في هذا المجال حتى لا تتضارب المواعيد ويقل الحضور..‏

الشابة ليليان حداد إحدى المشاركات في هذا المهرجان قالت: سأشارك بثلاث قصائد الأولى تتحدث عن المرأة وعَّما تعانيه أحياناً حتى في مشاعرها وواحدة غزلية بشكل عام والثالثة موجهة للجيش العربي السوري، الجيش الذي هو موضع احترام وتقدير على الدوام ولكن زادت قيمته وعلا شأنه في قلوبنا خلال هذه الأزمة وأثبت أنه حارس الوطن..‏

الشاب حيدر عبود من الصف التاسع والذي قدّم ثلاث قصائد امتلك حضوراً طيباً وقال عن مشاركته: إنه سعيد بها وإنه يحرص على تنمية هذه الموهبة دون أن يؤثر ذلك على دراسته، أما والده فقد قال عنه: إنه متزن ومتوازن ويعرف كيف يوافق بين دراسته وتنمية موهبته وإنه يشجعه على تطويرها باستمرار..‏

الشابة حنين خليل كانت أولى الصاعدين إلى مسرح المركز الثقافي العربي بطرطوس في هذا المهرجان وسجلت حضوراً مشجعاً ومبشراً ووصفت هذا المهرجان بالمفيد والمطلوب وأن المشاركين فيه لهم حضورهم ومعروفون بموهبتهم وتمنت أن تقدّم ما يلقى القبول..‏

الشاب علي وائل إبراهيم قال: أكتب للشهداء الذين ضحوا من أجلنا، أما والدته فقالت: إن علي هو ابن شهيد وبدأ يعبّر عن نفسه من خلال الكتابة وأنا أشجعه وأراقب خطواته..‏

الشابة راما موسى شاركت بالشعر وعبرت عن سعادتها بالمشاركة وقالت: إن الوطن في القلوب ومن الطبيعي أن تكتب للوطن وللجيش الذي يحمي الوطن ويدافع عنه وتمنت أن تكثر هذه المهرجانات وأن تكون الفرصة مستمرة أمام مواهب اليافعين من أجل تطويرها ورعايتها..‏

هي وقفة سريعة مع بعض الشباب واليافعين ولا نستطيع في هذه العجالة أن نعطيهم حقهم أو حق موهبتهم وكنّا نتمنى لو أن الدعوة وجهت لبعض المهتمين بالشأن الثقافي وأن تتم مناقشة ما تمّ تقديمه من أجل إكمال الفائدة ولا يكفي توزيع الهدايا على المشاركين لأن توجيه الملاحظة في مكانها أنفع وأجدى..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية