|
مجتمع والعلاج يكون خطوة خطوة,فالنظرة قد تكون عقابا بالنسبة للطفل وكذلك العتاب والحرمان برفق.. فلا نبدأ بالخطوة الأخيرة،فإذا وجه طفلك إليك برسائل يلومك فيها على إتباعك الضرب دائما كوسيلة للتفاهم معه وعتابه على أبسط الأخطاء,وكأنك تريدين ابنا بلا ذنب وبلا خطأ،فعلى الأم ألا تغضب وعليها أن تعتبر رسائله رسائل حب وعتاب..فطفلك يحبك ويدرك جيدا مدى حبك له وحرصك عليه وعلى تربيته على فضائل الأخلاق والسلوك والآداب ..لكن قد يؤخذ عليك الشدة في توجيهه إلى هذه الفضائل واللجوء ببساطة إلى العصا في تقويمه وعقابه..فإذا ما تم اللجوء إلى القسوة في ذلك فإنك قد سلكت الطريق من آخره ولا تعرفين من الدواء إلا الكي,فأين الحلم والرفق واللين وكظم الغيظ؟ لا تجعلي أيتها الأم العصا حائلا بينك وبين ابنك حتى لا تعكر صفو علاقتكما,وليكن سلاحك مع طفلك الحوار والشفافية وفهم مزاجية وتقلب ابنك في مراحله,وليكن الرشد في التربية،لا العصا... إن عدم مبالغة الأب والأم في خلق التوترات في المحيط العائلي يجعل الأطفال يضبطون أنفسهم،ويفعلون ما يتوقعه الكبار منهم,ويقارن الطفل في أعماقه ميزات العناد وعدم التعاون مع الكبار،وميزات الطاعة وسيجد أن جو الأسرة العاطفي ينسجم بالطاعة أكثر مما ينسجم بالعناد..صحيح أن العناد قد يثبت للطفل قوته فيرى الكبار مترددين وحائرين,وصحيح أيضا أن الانسجام العاطفي في محيط الأسرة يقول للطفل:لنكف عن مضايقة بعضنا البعض,إنك طفل كبير بعض الشيء، والكبار يعرفون التفريق بين السيئ والمفيد لذلك عليك أن تسلك سلوك الكبار. ويمكن للأب والأم أن ينظرا إلى الطفل ويقولا له كلمات الاحترام والحب، وأن يتلقى مكافأة على عدم التمرد ..والمكافأة لا تكون بقطعة حلوى أو الخروج بنزهة، وإنما بمكافأة كبرى يتعطش لها الطفل دائما وهي أن يحس أنه محبوب من أمه وأبيه وأنهما يثقان به. فتربية الأبناء بصورة عامة تحتاج من الأم إلى أن تكون مرشدة وحامية لهم من تصرفاتهم الخاطئة,فقانون التواصل يفرض عليك أن تنصتي جيدا لما يقوله ويوفر عليك مجهود إعطائهم دروسا مستمرة وتحذيرات وإرشادات في كل شيء،فأنصتي واستوعبي وعلقي على ما سمعت لتساعدي طفلك على التعبير عن مشاعره وبذلك يمكنك حل مشكلاته. على الأهل الاندماج في حياة الطفل والتعرف على أصدقائه وعلى الأماكن التي يحب الذهاب إليها,وعقد صداقات مع أولياء أمور أصدقائه،وتشجيع الطفل على التحدث عن مدرسته وعن تصرفاته وأفعاله وعن أصدقائه وذلك أثناء تجمع العائلة. فكل مبدأ وسلوك وقيمة في حياته يجب أن يكون مصدره الوالدين,فالاهتمام بتعليم الطفل كل السلوكيات المهذبة التي يجب أن يتعامل بها مع الكبار والصغار,وعدم التغاضي عن لفظ يخرج عن حدود الأدب أو سلوك غير مهذب,فتعليم الطفل عبارات..من فضلك..شكرا..عن إذنك..لتصبح هذه الكلمات جزءا من طبيعته،ومن المفيد استخدام هذه الكلمات في الحديث معه لنكون قدوة له.. إن وضع حدود لتصرفات الطفل معناه تأديبه حين يخطئ,وإذا كانت كلمة تأديب مفزعة عند البعض فهذا يعود لعدم إدراك معناها،فالتأديب ليس تعذيبا للطفل. إذاً لابد من وضع ضوابط للسلوك ولفت انتباه الطفل باستمرار إلى نتائج الخروج على هذه الضوابط وبهذا يتفق سلوكه مع رغباتنا فنستمتع معه بحياة منضبطة ومنظمة قليلة المشكلات..إن مدح سلوك الطفل وتشجيعه ضروري ليشعر بقيمة أعماله,ولكن الإفراط في المديح والثناء قد يحول الطفل إلى شخصية محببة للمديح المستمر,وتجعله يشعر بالغضب لو لم ينله(المدح الكثير)فالمدح لأعماله يجعله يصدق أهله ويثق بهم لكن يجب أن يكون المدح بمعقولية وبمنطقية من قبل الأب والأم. على الأهل تنمية المهارات لدى أطفالهم والتي تجعلهم يشتركون مع بعضهم البعض في الميول والاتجاهات ..فالأطفال في سن صغيرة ليس لها معنى لأنها غير ناضجة وطلباتهم تدور حول أنفسهم,فقرارات الأهل على الأغلب متعاطفة معهم وتصب في مصلحتهم..لأن قدرات الطفل تتغذى وتنمو بالتشجيع,وتضمر وتموت بالضرب, ويجب مراجعة حالة خطأ الطفل برفق وفهم ..دون لوم أو عنف فهم أجيال المستقبل ..وأكبادنا تمشي على الأرض. |
|