|
ريــاضــــــــة
حري بنا الإشارة أولاً إلى أن الجودو لن يشارك في أولمبياد لندن 2012، حيث لا أحد من لاعبينا تأهل للمشاركة في الأولمبياد وكان من المستغرب عدم طرح هذه القضية على مجلس اللعبة وكأنها ليست مهمة ويجب التوقف عندها ولو قليلاً، فإذا لم تطرح في هذا المجلس الذي يناقش واقع اللعبة وطروحات المستقبل فأين ستناقش؟ ومتى؟ في سؤالنا حول الأمر تمحورت اغلب الاجابات حول الوضع المزري للعبة والخلافات بين الكوادر واتحاد اللعبة والتي طغت على ماعداها من قضايا، وكوننا نجد هذا الأمر مهماً ويطرح اشارة استفهام كبيرة حول عمل اتحاد اللعبة المعني الأول بهذا الشأن، فقد توجهنا لاتحاد اللعبة في شخص أمين السر وخبير اللعبة السيد ياسين الايوبي ليضعنا في صورة الوضع. يقول الأيوبي: إن لاعبي الجودو خلال الفترة الماضية لم يشاركوا إلا في دورتين من الدورات المؤهلة للاولمبياد، والمسماة دورات التصنيف والتنقيط والتي تفرض على لاعب الجودو، تحصيل أكبر عدد من النقاط إذا أراد التأهل للأولمبياد، من خلال الدورات المنقطة التي أحدثها الاتحاد الدولي للجودو،كالغراند بري وفراند سلام وبطولات كأس العالم، والموزعة على عدة دول حول العالم يقارب عددها 32 دورة، بحيث يأخذ المشارك في الدورة نقاطاً وإذا أحرز مركزاً يأخذ نقاطاً إضافية، وكلما شارك أكثر في عدة دورات أحرز نقاطاً أكثر وزادت حظوظه في التأهل للأولمبياد. ويجدر القول إن هناك حصصاً لكل قارة من اللاعبين فأوروبا لها الحصة الأكبر ثم دول أميركا ثم آسيا، وهناك عملية جمع للعلامات من كل دورة يتأهل بعدها صاحب اعلى علامات من كل قارة. وعليه فالمشاركة في هذه الدورات أمر أساسي ولا يمكن تجاوزه، صحيح أن هناك عشرين مقعداً سميت بالكرت الابيض وهي منح موزعة حول العالم إنما هذه المنح لايمكن التعويل عليها، فنحن لم يصلنا منها شيء وهي غالباًَ ما تقدم لدول ذات وضع خاص تمنح أفضلية عن غيرها. ويجدر بنا هنا الذكر أن المشاركة في الدورات المنقطة مكلفة فعلاً، فمشاركة لاعب واحد لمدة خمسة أيام بواحدة من هذه الدورات سيكلف حوالي 1000 يورو إقامة فقط، فما بالك لو شاركنا بأكثر من لاعب وأكثر من دورة؟ سنكون أمام رقم ليس بالسهل ومن أجل المشاركة فقط، لانعرف بعدها هل سيتأهل لاعبنا أم لا. نظام الدورات المنقط أجحف بحق الدول الفقيرة التي لا تستطيع المشاركة بهذه الدورات، يضاف لذلك أن اللوائح الجديدة للاتحاد سمحت للدول المضيفة المشاركة بلاعبين اثنين في كل وزن. فماذا عن الدول التي لا يمكنها أن تشارك بلاعب واحد؟ أضف إلى ذلك أن الاتحاد الدولي اعتمد بدلات معينة يرتديها اللاعبون حكماً في دوراته المعتمدة وهذا جديد آخر للاتحاد الدولي. هذه كلها نجدها عائقاً في وجه لاعبينا للتأهل للأولمبياد، سابقاً كان لدينا اللاعب يحيى حسابا الذي تأهل لأولمبياد اتلانتا 1996 وحالياً نملك لاعباً جيداً هو فادي درويش الذي أحرز برونزية المتوسط، لكن وضعه المادي صعب ولو توفرت له الظروف لأمكن أن يحقق شيئاً. أخيراً أقول إن هناك أمرين للاهتمام بهما، التخطيط المدروس والميزانية الفاعلة ،فلو أمكن وضع خطة لأربع سنوات قادمة لما بعد أولمبياد لندن 2012 مع ميزانية قادرة لأمكننا أن نؤهل لاعباً على الأقل للأولمبياد. |
|