تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


وَطَنيْ

ملحق ثقافي
2011/12/27
فوزي فارس الشنيور:قُلْ مَا يَصِحُّ لأنْ نَفُوقَ الأَنْجُمَا

ولأنْ نَعِيْشَ مِنَ الرَّبِيعِ الأَنْعُمَا‏

قُلْ مَا يَصِحُّ لَرُبَّمَا نَجْنِيْ الندَى‏

وَلَرُبَّمَا نَجْنِيْ الشذَى وَلَرُبَّمَا‏

قُلْ مَا يَصِحُّ وَلا تزوِّرْ أَحْرُفَاً‏

لَيْسَ الْحَرَائقُ كَالْحَدَائقِ مَوسِمَا‏

قُلْ مَا يَصِحُّ هِيَ الْحَقِيْقةُ مُسْتَقِيـ‏

ـماً لا يَمِيلُ ولنْ يَكونَ مُثَلَّمَا‏

قُلْ مَا يَصِحُّ ولنْ يَصِحَّ سِوَى الَّذيْ‏

يُعْلِيْ الْبِلادَ إِلى الْبُحُورِ أوْ السَّما‏

قُلْ مَا يَصِحَّ وَلنْ تُخَالِفَ قَولَنا‏

إِنْ كُنْتَ شَامِيَّ الْمَحَبةِ مُغْرَما‏

•••‏

وَطَنِيْ وَقَفْتَ مَدَى الزَّمَانِ بِعِزَّةٍ‏

وَوَصَلْتَ بِالْمَجْدِ الْجَدِيْدِ الأقْدَمَا‏

رَفْرَفْتَ قَبْلَ الشَّمْسِ كُنْتَ دِمَاءَهَا‏

بَلْ كُنْتَ وَالْمَطَرُ الْوَرِيْفُ التَّؤْامَا‏

وَطَلَعْتَ مِنْ حَبَقٍ وَرُبةَ وَرْدة‏

جَمَعَتْ بِهَا أَرَجَ الْخَمَائلِ مَنْشَمَا‏

وَأَخَذْتَ مِنْ قَمَرِ السَّمَاءِ جَمَالَهُ‏

إلا الغُرُوبَ نَقِيْضَكَ الْمُتَجَهِّمَا‏

وَهَمِيْتَ بِالأزْهَارِ لا مُتَمَنِّنَاً‏

بِعَبيْرِهَا الصَّافِيْ ولا مُسْتَهْكِمَا‏

وَجَهَرْتَ بِالنُّعْمَى تُرِيْدُ بِهاَ السَّنَا‏

شَأنَ الرَّبيعِ إذَا يُرِيدُ تَبَسُّمَا‏

ومَدَدْتَ جِسْراً بَلْ جُسُوراً مِنْ هُنا‏

لِيَعِيْشَ مِنْ يَحْيَا هُناكَ تَنَعُّمَا‏

وَسَرَيْتَ مِثْلَ الرُّوحِ فيْ رَيْعَانِهَا‏

فِيْمَنْ تَؤضَّا فيْ ثرَاكَ وَتَيَمَّمَا‏

وَمَلَكْتَ ألَوَاناً تَفِيضُ جَدَاوِلاً‏

أوْ رَوْضَةً مِنْ نَرْجِسٍ أوْ أَنْجُمَا‏

وَرَويتَ أَحْلامَاً فَأَصْبَحَ بَعْضُهَا‏

يَهِبُ النَّخِيلَ وَبَعْضُهَا مُتَبَرْعمَا‏

وَبَقَيتَ تَرْفُلُ بِالأَغَانِيَ مِثْلَمَا‏

بَقَيَ الْهَزَارُ مُغَنِّياً مُتَرَنِّمَا‏

وَوَرَثْتَ مَا وَرَثَ الصَّبَاحُ وَحَاشَ منْ‏

أنْ يَسْتَحيْلَ سَنَاكَ يَومَاً حُصْرُمَا‏

وَرَمَيْتَ بِالثَّمَرِ الْبَعِيْدِ مُلَوَّنَاً‏

حَتَّى وَأنْ لَمْ يَرْمِ حَقْلٌ أوْ رَمَى‏

وَثَنَيْتَ بِالْحُبِّ الْوَفيِّ كَمَا ثَنَى‏

شَجَرُ السُّدُورِ علَى الْحَيَا فَتَبَرْعَمَا‏

ومَلكْتَ مَا مَلَكَ الرَّبيْعُ مِنَ الشَّذَى‏

فَنَشَرْتَهُ وَكَفَى بِنَشْرِكَ مَغْنَمَا‏

وَجَمَعْتَ مُخْتَلِفَ الْبُحُورِ بِمَنْهَلٍ‏

تَرْويْ الْعَطَاءَ فَنِعْمَ ذَلِكَ زَمْزَمَا‏

وَلَبِسْتَ ثَوبَاً لا يُبَدِّلُهُ الْمَدَى‏

حَتَّى عُرُفْتَ بِعِزَّةٍ لنْ تُهْدَمَا‏

وَغَلَبْتَ بالصَّبْرِ الْمُحَالَ وَغَيرَهَ‏

فغَدَا الْمحَالُ بِكَ الْحِصَانَ الأَيْهَمَا‏

وَسَبَقْتَ مَنْ وَلَجَ الطِّرَادَ وَرُبَّمَا‏

هَرَبُوا إِذَا مَا شَاهَدُوكَ، وَرُبَّمَا‏

وَطَحَنْتَ أَنْيَابَاً فَأَمْسَى الْمُعْتَدِيْ‏

يَخْفِيْ نِيُوبَهُ ذِلَّةً وَالأَعْظُمَا‏

وَحَرَصْتَ أنْ نَحْيا بِظِلِّ سَعَادةٍ‏

فَهَزَزْتهَا مَا أنَ نَشَاءَ، وَكُلَّمَا‏

وجَعَلْتَ مِمَّنْ لا يَصيرُ بِمُثْمِر‏

وَبِمَنْ يَشِينُ خَرائِباً أوْ مُعْدَمَا‏

ولَقَدْ صنَعْتَ بِمَا نَسَجْتَ مَكَارِمَاً‏

وَجَعَلْتَ للذَّهَبِ الْمُرَصَّعِ مَنْجَمَا‏

وإِذَا حَننْتَ تَكونُ أَرْحَمَ وَالِدٍ‏

وَإِذَا غَضَبْتَ تَكونُ أَشْجَعَ ضَيْغَمَا‏

•••••‏

وَطَنِيْ تُغَرِّدُ فيْ فُؤادِيْ بُلْبلاً‏

حِيْنَاً وَأحْيانَاً تُخَضِّرُ سِمْسِمَا‏

أَلْفَيْتَ حُبَّكَ فيْ شَهِيْقِيْ جَارِياً‏

لَمَّا أَتَيتُ علَى الْوجُودِ وَعِنْدَمَا‏

لا زَمْتَ أَنْفَاسِيْ بِأَصْغَرِ ذَرَّةٍ‏

مُتَوثِّباً، مُتَحَرِّرَاً، مُتَحَكِّمَا‏

عَرَّشْتَ فيْ الْغَاباتِ بَيْنَ أَحِبَّتِيْ‏

لكنَّهُمْ مَا قَلَّلُوكَ وَمَا وَمَا‏

أَنْتَ الْحَبِيْبُ، فَقَدْ وَجَدْتُكَ أَصْدَقَ الأحْـ‏

ـبَابِ إِخْلاصَاً، وَأَنْبَلَ مُلْهِمَا‏

عَظَّمْتُ مِمَّنْ لا أَخُونُ هَواهُمُ‏

وتَظلُّ أسْمَى مَنْ أَحُبُّ وأعْظَمَا‏

أَهْواكَ إنَّ هَواكَ عِزٌّ ليْ وَقَدْ‏

يَسْمو الْمُحُبُّ بِمَنْ يَحِبُّ مُكَرَّمَا‏

لاَ أسْتَطِيْعُ الْبُعْدَ عَنْكَ لأنَّنِيْ‏

سَأُهَانُ أوْ سَأَعِيْشُ عُمْراً مُظْلِمَا‏

وَإِذا قَسَوتَ عَلَيَّ في زَمَنٍ فَلَيْـ‏

ـسَ قَساوةُ الرَّيحان إلا مَرْهَمَا‏

إنَّ الَّذيْ بَيْنِيْ وَبَيْنَكَ لا يَمُوتُ‏

وإِنْ رَحَلْتُ إِلى فَنَائِيَ مُرَغَمَا‏

سَتَرِفُّ مَا عَزَفَ النَّسِيْمُ بِأَضْلِعِيْ‏

وَلَسَوفَ تَبْقَى بَعْدَ مَوتِيَ بُرْعُمَا‏

أَنَا لنْ أَحُبَّ سِواكَ مَا طَالَ الْمَدَى‏

أَسِواءَ كُنْتَ حَلاوةً أمْ عَلْقَمَا‏

لِمَ لا أُحَارِبُ فيْ هَوَاكَ فَإِنَّنيْ‏

مَا كُنْتُ يَومَاً فيْ سِوَاكَ مُتَيَّمَا‏

وَكَذَا الْحَبِيْبُ إِذَا يَعِزُّ حَبِيْبهُ‏

يَهِبُ الْحَيَاةَ فدَاءَهُ وَالدُّرْهُمَا‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية