|
فضاءات ثقافية تمثل الرواية متعة الترحال والانتقال من مكان إلى آخر ومتعة مصاحبة شخوص الرواية والتعرف على أماكن ممتعة وجديدة علينا في إسبانيا, من خلال عين الطفل الذي يتعرف على عائلته البعيدة والعالم من حوله ولحظات اللقاء وكيف ينظر إلى الجميع وكيف يرى هو الوجوه والأجساد والتعبير عنها, وكيف يقرأ بفطرة مشاعر الآخرين ويمنحنا فرصة مشاركته بالتلقي لما يكتب ويقول وكيف تكون. إنها متعة اكتشاف الأشياء الأولى في حياتنا والتي ندركها مثل الموت حيث(كانت تلك أول تجربة موت أخوضها عن قرب .. الرواية ص45) ومثل أول كذبة وكيف تكون هي (البذرة الأولى لموهبة التأليف والسرد القصصي.. الرواية ص38) كان إيقاع الرواية شيقا وجميلا وكان السرد سريعا ومختصرا .. إلا أن الرواية كانت تحتاج إلى بعض الإطالة للحصول على متعة أكبر والتعرف على شخوص وأماكن الرواية بقرب وحميمية أكثر. اشتملت الرواية على العديد من الحكم التي تعبر عن نضج ما عند الراوي والروائي معا وأيضا على محاولة الراوي إعطاء نصائح/حكم إلى القارئ بشكل قيمي قد تساعده على فهم الحياة ومن هذه الحكم (عندما يُفضي احدهم إليك بسر ما, تتغير معاملتك معه بطريقة ما .. الرواية ص97) اخطر ما تناولته الرواية هي علاقة الأسبان بالعرب والمسلمين وتصوراتهم عنا حيث يرون العرب المسلمين مجرد مستعمرين. تناول هشام آدم في أرتكاتا روايته الأولى أيضا تأثير الرسوم التي أساءت إلى نبينا وكيف كانت مقاطعتنا للدنمارك مؤثرة على اقتصاد إسبانيا وإغلاق بعض الشركات وخاصة السياحة وكيف ساهمت هذه الأزمة في نشر كتب مترجمة إلى الإسبانية عن النبي محمد بشكل صحيح وانساني جعلت بطل الرواية يبكي لموته. هشام آدم روائي سوداني، ولد بالقاهرة في 19 أيار 1974. درس بجامعة الخرطوم كلية الآداب بكالوريوس وماجستير اللغة العربية، يعيش حاليا بالمملكة العربية السعودية. |
|