|
ثقافة من الخطاطين المحليين الذي أبدعوا فيما عرضوا من أنواع للخطوط التي تعبر بالشكل المحسوس عن لغتنا العربية التي نلامسها هنا من خلال امكاناتها الصورية المتنوعة التي تخلق أشكالاً غاية في الجمال وتكشف عن طاقات هذا الخط مهما كان نوعه، هذا النوع بمفهومه العام والذي تطور عبر مئات السنين ليغدو شكلاً رائعاً له نواظمه وقوانينه وإيحاءاته، يصبح مادة غنية للتعبير عبر الإضافات الشكلية المنسجمة والمطورة له حسب إمكانات كل فنان وخطاط. إذ يتمتع هذا العرض بأهمية كبيرة من حيث إنه يقدم فرصة كبيرة للجمهور لملامسة تجارب الخطاطين الإبداعية في هذا المضمار غير أننا بحاجة كبيرة لمعايشة الخط العربي، حامل لغتنا التي نراها جميلة في ظل هذا الانفتاح على لغات العالم في زمن أصبحت فيه الأرض قرية صغيرة حسبما يتم التداول وبشكل واسع. يشارك في المعارض حسب ترتيب اللوحات في العرض كل من: محمود هواري، محمد القاضي، وليد محيي الدين، محمد زكي مطر، أدهم فادي الجعفري، محيي الدين الباذنجكي، محمد بدوي القطيفاني، عمر الخوص، رمزي مصطفى، ولاء الزغبي، محمد بحسيتي، بدر قديمي، عبد الكريم الشويخ، أحمد الباري، شكري خارشو، رياض ميدو، طارق الشامي، كهلان حمراء، فادي العويد، أنور حلواني، أسامة محمد الحمزاوي، محمد رفيق الرواس، قصي العبد الله الأسعد، عاصم الرهبان، محمد ابراهيم سعيد، حسين شاقولة، محمد سالم نويلاتي، رضوان النحاس، عرابي محمد أبو بكر. وقد رأيت مناسبة ذكر الأسماء رغم عددها الكبير ضرورة لابد منها لأن الوقوف المتأني عند كل عمل وقراءته من قبل الجمهور يستدعيان ذكر الأسماء تقديراً لهم. معظم الأشكال المقروءة في العرض هي أقوال مأثورة وأمثال شعبية وحكم معهودة ومتداولة وآيات من القرآن الكريم وغير ذلك من عبارات وأبيات الشعر والتي تظهر إما على خلفيات ذات لون واحد أو معالجة بطرق شبه تصويرية، وذلك عبر أحبار متنوعة في القوام واللون والغالب هو الأسود والذهبي والخلفيات البيضاء أو تلك المطبوعة عن أصل من الآبرو التركي والتي أظهرت جماليات واضحة. أبرز الخطوط التي تصدرت العرض هي الفارسي والنسخ والكوفي والتي رأيناها مطواعة في أيدي العارضين ممن يتمتعون بقدرات كبيرة في هذا الفن الذي يمتلك مجالاته الواسعة من الأصول التي تستوعب التحديث والإضافة والتطوير سعياً للشكل باحتمالاته الكبيرة. بعض الخطاطين يلجأ للتناظر عبر تكرار الحرف أو الكلمة وقلبها والبعض يبتعد عن ذلك مانحاً نفسه مزيداً من الحرية في المساحة الواسعة التي ترتسم فيها الخطوط مقترباً من الهيئات التصويرية وأما البعض فيلجأ إلى تنظيم المساحة الكبيرة بشيء من الهندسة والحسابات الرقمية مخرجاً العمل في النهاية بشكل معين لا يخلو من الرتابة التي تذكر بصفحات الصحف وغيرها. في النهاية نقول: إن العرض يقدم صورة جلية عما يبحث به الخطاطون في الحرف العربي قاصدين حالات من الإبداع تسيطر على الحامل الأبدي للغتنا العربية. |
|