|
ثقافة كلمتنا الثانية في هذه العجالة هي استهتر المبنية للمجهول... البداية كانت من كتاب الوجيز في فقه اللغة لمؤلفه محمد الأنطاكي يقول في الصفحة 396: ويجب ألا ننسى أن تبدلات المعنى كثيراً ما تنتهي باللفظ إلى أن يعبر عن عكس ماكان يعبر عنه من قبل، فكلمة استهتر تدل على معنى أحب كما تدل عند بعضهم اليوم على معنى استهان وتعليل ذلك أن هذه الكلمة كانت لاتقال إلا إذا أحب إنسان شيئاً أو شخصاً حباً لا يبالي معه بما يقوله الناس فيه، فكانوا إذا قالوا:( استهتر زيد بالسفر) عنوا زيداً مولع بالسفر ولوعاً شديداً يجعله لايبالي مايقوله الناس في هذا الشأن، ثم انتقل معنى عدم المبالاة هذا من قول الناس إلى المحبوب ذاته، فصرنا إذا قلنا اليوم (استهتر سعيد بالسفر) نفهم من ذلك أنه لايبالي بالسفر ولايهتم به. أساس البلاغة أما في أساس البلاغة للزمخشري فقد جاء فيه: هتر إنه لهتر أهتار داهية من الدواهي وجاء بهتر من القول: بسقط، وتهاترت الشهادات كذب بعضها بعضاً، وتهاتر الرجلان ادعى واحد على الآخر باطلاً، ومن المجاز هو مهتر به، ومستهتر به ذاهب العقل، وقد اهتر بفلانة واستهتر بها.... فتن بها وفي مقاييس اللغة نقع على المعنى نفسه ويضيف: وهتره مزق عرضه بباطل هتراً، وهتره تهتيراً أيضاً وقولهم للداهية والأمر العجب: هتر، هو من الإبدال والأصل: هكر |
|