تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


يا دامي العينين

رؤية
الأثنين 12-1-2009م
ديب علي حسن

في خلسة من الزمن أسدلنا الستار على الثقافة المقاومة وعلى الفكر القومي، وصار الحديث عن الأدب الملتزم بقضايا الأمة -آلامها وآمالها- ضرباً من الهذيان يرمى قائله بشتى الأقاويل،

بل لايتردد البعض في اتهامه بأنه لا يرى ما يحيط بنا من متغيرات، فالعالم صار يتحدث بما وراء الحداثة وغير ذلك من الاراجيف، صدقنا الأمر، وآمنا أن العالم غارق ومستغرق في قضايا إنسانية كبرى ونقاش فكري.. كان حلم ليلة صيفٍ، العدو الذي استمرأ دمنا وقتلنا، غير من أدوات فتكه ارتدى قفازات الحرير وأسدل على أعيننا ستارا من السواد وغصنا في أحلام الفضاء وعريه بينما كان الذئب يعد العدة للانقضاض بعد هذا الخواء الروحي الذي ارتديناه وتلبسناه .‏

حقيقة واحدة تتبلور وتزداد وضوحاً ألا وهي أن الثقافة المقاومة والفكر المقاوم يجب أن يبقيا، أن الأدب الملتزم يجب أن يبعث من جديد وأن يطور أدواته وأساليبه ومفاهيمه وأن هذا يقتضي عودة الاشتغال الفكري في هذا المنحى..‏

وكم تمنيت لو أن أحد مبدعينا ممن شغلنا به وبإبداعه لا يزال على قيد الحياة وهو الذي خاطب الصهيوني في أواخر أيامه بقوله: يا أخي .. هل كان سيغير رأيه أم سيعود إلى القول من جديد: يا دامي العينين والكفين إن الليل زائل لاغرفة التوقيف باقية ولازرد السلاسل، لا أحد ينام وفي بيته ثعبان ،بل من يناديه يا أخي ..؟‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية