|
آراء مرت وتمر عليه أوقات عصيبة ومرتبكة وضبابية، ويجد في مواجهته دروساً، تزور الفعل المضارع بالفعل الماضي، وتتهمه بالسكون والانجرار وراء حركات الصفات المجرورة والمبتئسة. لكنه في أفعاله ودروسه الحالية بدأ يجدد في أسلوب فصاحته وبلاغات معانيه وأعاليه.. ليس مدرساً عادياً أو ناجحاً بـ (الواسطة) ولا يمكنه فعل ذلك، ولا يسعه أن يحصل شهاداته ويتمرس بدروسه ومعلوماته من غير تفوق ونجاح متميز. وكيف لـمعلم مثله أن يلوذ بنجاحاته ودروسه المختلفة وإلغازاته وإشارات أسمائه ووقته إذاً لايكون ناجحاً جداً، لأن الدروس الأخرى المتحدية شديدة العفونة والعنف والكراهية ؟!؟. الدم العربي في مواجهة أبشع دروس الكراهية وألعن برامج التضليل والعنف ومعلومات البطش والتشويه والخراب. الدم اليوم (أستاذ الأساتذة) ومعلم جميع المعلمين أستاذ الحبر والحب والصبر والأحلام والتأملات. طلاب وطالبات من مختلف الأعمار والجهات والفئات يدخلون إلى محاضراته، ليتعلموا درس الوقوف الشجاع إلى جانب همزات القطع والوصل المختلط بالخشية وروح التردد والتعاسات. الدم إنساني جميعه ووطن مكتمل الحدود والأبعاد، يرسم خطوط طول وعرض الكرامة والصباح المختبىء وراء نافذة البشاعات ودروس الخراب والتدمير.. في الطفولة حفظنا أغنية أو مطلع أغنية :(أستاذنا قم فكنا). الآن لافكاك ولا فلات من دروس الدم المستعد لإبداء ملاحظاته الموحية والحاسمة ودلالاته الشديدة البلاغة. لم نعد ناجحين من دون درس تعبير الدم، وإملاء التحدي، ونحو المقاومة.. دروس تتعدى المحاضرات العادية، إلى التاريخ وميراث الكرامة ومضارع البقاء والوجود الكريم. والكريم والكرامة ليستا مفردتين للدلال والترف اللفظي.. هما كون الإنسان ومعنى بقائه وبهائه. فعل الكرامة يجعل البصر والبصيرة في معادلة واحدة واجتهاد واحد ودرس واحد وإملاء واحدة ورياضيات شجاعة واحدة.. ليس أعظم وأكبر من هذا المدرس الجدير بالدروس الخصوصية. |
|