تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ريمون بطرس : غزة تحترق بالنفط و الغاز العربيين..تقف سينمات العالم عاجزة أمام تجسيد مآسي الشعب الفلسطيني

فنون
الأثنين 12-1-2009م
عديدة هي الأفلام السينمائية التي قدمها السينمائيون السوريون وتناولت القضية الفلسطينية ولعل واحد من أبرز من تناول موضوع فلسطين في عدد من أفلامه هو المخرج ريمون بطرس

الذي تحدث بداية عن هذه الأفلام قائلاً قدمت عام 1974 أول فيلم تسجيلي في حياتي تحت عنوان (صهيونية عادية) وأخرجته في مدينة كييف عندما كنت طالباً في معهد السينما هناك ، ويُعتبر الفيلم محاولة لكشف جوهر الفكر الصهيوني الذي يعتمد على مقولة أن اليهود هم شعب الله المختار ، فأظهرت ما الذي صنعوه في فلسطين عبر التاريخ منذ أوائل القرن العشرين وصولاً إلى عام 1973 ، وما قاموا به من مجازر في دير ياسين وغيرها مقدماً رموز الحركة الصهيونية (غيرسيل ، بن غوريون ، وغولدامائير ..) وقلت إن كان هذا هو شعب الله المختار الذي يقتل الناس فأنا لا أؤمن بهذه المقولة . كما قدمت في فيلم (الترحال) القطار الفلسطيني الذي ينقل اللاجئين الفلسطينيين للمدن السورية وأظهرت العواصف التي مرت بهم والخيام التي تهدمت ، فلم يكف غضب الصهاينة على الفلسطينيين وإنما كانت الطبيعة أيضاً غاضبة عليهم عام 1949 بعد نزوح جزء منهم إلى سورية وأظهرت كيف استقبلهم أهل حماه في كنائسهم ومساجدهم . أما في فيلم (حسيبة) فكان هناك صياح الذي استشهد في ثورة عام 1936 وفياض الذي شارك في (حرب1947/ 1948 ) ، وبالتالي أنجزت ثلاثة أفلام تناولت القضية الفلسطينية فهناك فيلم تسجيلي وفيلمان روائيان ، بالإضافة إلى عشرات المقالات التي كتبتها .‏

وأرى أن السينما السورية هي أكثر السينمات العربية التي قدمت أفلاماً روائية وتسجيلية عن القضية الفلسطينية ومنها ( كفرقاسم ، الأبطال يولدون مرتين ..) ولم تولِ أي سينما عربية هذا الاهتمام للقضية الفلسطينية كما أولتها السينما السورية .‏

لكن أرى أن الذي جرى في القضية الفلسطينية خلال ستين عاماً وما يجري الآن في غزة تقف أمامه ليس السينما السورية والعربية وحسب وإنما سينمات العالم كلها تقف عاجزة أمام تجديد حجم المأساة التي عاشها الفلسطينيون منذ وصول أوائل الهجرات اليهودية إلى فلسطين في أوائل القرن ووعد بلفور ونكبة عام 1948 وتأسيس دولة إسرائيل حتى اليوم ، فكل سينمات الدنيا تعجز عن تجسيد مسار المآسي التي عاشها الشعب الفلسطيني على مدى قرن من الزمن تقريباً ، هذا المسار المأساوي المختلف عن كل مآسي البشرية فخلع شعب من أرضه وإحلال شعب آخر مكانه هو موضوع استثنائي في تاريخ الاستعمار .‏

انتقل بعد ذلك المخرج ريمون بطرس للحديث عن رأيه في الوضع العربي الراهن وما يحدث في غزة ، قال : أود تناول بعض المصطلحات التي باتت تُطرح في الفترة الأخيرة ، فمصطلح الاعتدال الذي بدأ يطفو على السطح في تصريحات المسؤولين في بعض النظم العربية وجدناه يتجسد على الأرض انحيازاً واضحاً للعدو ولسيده في واشنطن الذي هو سيدهم في الوقت ذاته ، إنهم يطرحون دائماً موضوع القِبلة ، فقِبلتنا نحن كعرب مسلمين ومسيحيين هي مكة المكرمة والقدس الشريف ولكن من الواضح على الأرض أيضاً أن قِبلتهم هي تل أبيب وواشنطن ، والذي يثير الحنق والغضب أن هذه الأنظمة لشدة إيمانها بالقضية العربية القومية ها هي غزة تحترق بالنفط والغاز العربيين ، وأستغرب من هؤلاء العرب كيف يسلون سيوفهم من أغمادها ليس لنصرة إخوة لهم على أرض العرب وإنما لتحية سيدهم الأمريكي ، يسلونها ويلوحون بها فرحاً لتحية سيدهم الأمريكي .‏

إنني لست من المحليين السياسيين أو العسكريين ولا الاقتصاديين ولكن كمواطن ورجل يعمل في ميدان الثقافة والسينما ، أحببت التعبير عما يجري من خلال بيتي شعر قالهما شاعر حماه الكبير بدر الدين الحامد منذ ستين سنة (1949) مستقرئاً ما يحدث الآن ، هما :‏

رسموا أن يصبح الأقصى لهم‏

يا لٍذل العُربِ مما رسموا‏

بارك الله عليكم دفنت‏

نخوة ا لعرب فعيشوا واسلموا‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية