تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


التنـــــازل بيــــن الزوجـــين هل هو طريق لحيــاة ســــعيدة

مرايا اجتماعية
الخميس 2-2-2012
أنيسة أبو غليون

التنازل فن لا يجيده الكثيرون،فهو الطريق الوحيد أو الأكيد لكسب عقل زوجك قبل قلبه، ولتكسب حنان واهتمام زوجتك.. والتنازل يعني أن تتعامل مع الطرف الآخر بأسلوب المد والجزر،

أي ضع خطوطاً فاصلة لحياتكما معاً منذ بدايتها.. وأخبره بخصوصياتك وبسلبياته التي تكرهها، وفي الضيق والشجار تنازل بعض الشيء.‏

قد لا تروق لك فكرة التنازل أثناء المشاحنات، ولكنه فن.. ولقد كشفت دراسة علمية حديثة بجامعة أوهايو الأميركية، عن أن الاستمرار في علاقة زوجية مليئة بالمشاحنات يؤثر سلباً على هرمونات المرأة والرجل الأمر الذي ينعكس مباشرة على صحة وسلامة الطرفين إلا أنه أشد حدة على المرأة.‏

وأوضحت الدراسة أن المرأة أكثر حساسية تجاه الألفاظ والأحداث السلبية في علاقتها الزوجية، ما يؤثر على قدرة المرأة على الاحتمال والاستمرار في محاولة نجاح وإنقاذ العلاقة الزوجية.‏

من الضروري أن تتقبلي الاختلافات في الرأي، وأن تعترفي بأن هناك اختلافاً في الطباع بين البشر، والاعتراف بأن الآخر يتحدث لغة مختلفة وتجنبي توجيه تبادل الاتهامات في كل خلاف.. فعلى سبيل المثال قد يكون الزوج ساخراً بطبعه.. والزوجة تأخذ كل شيء بجدية، وهنا قد ينشب الشجار بسبب اختلاف الطباع.‏

عند إدراكك للخطأ يجب أن تكون لديك الشجاعة في الاعتراف به، والاعتذار قبل أن تأوي إلى الفراش لأن ترك الأمر للغد قد يزيد الأمر تعقيداً ويصعب الاعتذار في هذه الحالة.. ويجب الابتعاد عن الصوت العالي لأن هذا سيمنع كلاً منكما من الاستماع للآخر ويزيد من اشتعال الخلاف ويفقدكما القدرة على السيطرة على النفس.‏

الحب والمودة والتقارب والمشاركة هي غذاء الروح والنفس.. وفن التنازلات المتبادلة التي تقف أمام مصاعب الحياة يجب أن يتقنه الزوجان معاً.. هذه وصفة سحرية أعدها «فاركو برادلي» استشاري العلاقات الأسرية من أجل السعادة الزوجية وفن الهروب من المشاحنات الزوجية، حيث يقول بقاء السعادة مثلاً يتحمله الزوجان بالمجاملة حيناً، وتقدير عمل الآخر حيناً آخر، مع مراعاة الفروق الفردية، ونشر أجنحة المحبة والحنان لحماية مناخ السعادة ، فهناك شعرة دقيقة بين الإحساس بالسعادة والوقوع في التعاسة.. فإذا كان دور المرأة توفير الراحة لأهل بيتها وعدم إثارة غيرة زوجها وعدم إزعاجه أثناء انشغاله.. والوقوف بجانبه في كل شدائد الحياة، فإن دور الرجل لا يقل أهمية أيضاً فهو يدعم المنزل مالياً وعاطفياً، ويساعد في بناء الأمن النفسي لأسرته بالصراحة والاهتمام والثقة بعيداً عن إثارة الشك والغيرة.‏

كما أن الزوج يساعد على خلق لغة تفاهم مشتركة، ويعمل على التأقلم مع المشكلات الطارئة، وهو لا يقوم بإفشاء الأسرار المنزلية، ولا يسمح لأهله أو أصدقائه في للتدخل بسير حياته الزوجية.‏

للرجال فقط‏

شعور المرأة بالظلم الواقع عليها في تحمل مسؤولية المنزل وتربية الأبناء وحدها ، أضف إلى ذلك ضرورة اعتنائها بك، هذا كافٍ لتكون امرأة عصبية نكدية يستحيل العيش معها تحت سقف واحد.. لذا لمَ لا تشتري راحتك واستقرارك الأسري وتقدم القليل من التنازلات من أجلها.‏

ثق أنك لو فكرت بمساعدتها ولو بأبسط الأعمال مثل مثلاً تحضير العشاء الذي أعدته هي أو ساعدتها في إعداده بلمسة من الحب، لن يقلل هذا التصرف أبداً من رجولتك أو كرامتك.. بل سينقلك إلى مرتبة أعلى في قلبها.‏

وهل تعلم أن خبراء علم الاجتماع يؤكدون أن التعاون بين الزوجين في الأعمال المنزلية يعمل على تقوية الروابط الزوجية والمشاركة الوجدانية.. وأن من واجب الزوج مساعدة زوجته في الأعمال المنزلية مادامت تساعده في العمل بالخارج وتشاركه في تأمين مستلزمات المنزل.. وعلى الرجل أن يتذكر أنه ليس مجبراً على مساعدة زوجته، وإنما هي لغة جميلة منك، ولن تبذل جهداً، إذا استيقظت مرة قبلها بـ 15 دقيقة وأعددت لها الإفطار وقلت لها بابتسامة رومانسية : اليوم أنت ملكة الفطور جاهز.. لهذا لن تبدي زوجتك تذمرها أبداً .. وستتحملك مهما كنت عصبياً ، لأنك تترجم لها احترامك وحبك لها عملياً.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية