|
محليات هذه الحالة حدثت بعد سقوط الامطار بمعدلات مرتفعة فاقت مثيلاتها في المواسم الماضية بكثير. فمنذ فترة تتعرض البلاد لأمطار غزيرة مع ثلوج في المرتفعات وتفجر الينابيع وجريان الانهار والوديان وامتلأ بعض السدود في فترة مبكرة قياسا بالسابق. هذا الوضع بعث التفاؤل لدى الفلاحين والمزارعين والمهتمين بالشأن الزراعي وخاصة ان الامطار شملت مختلف المناطق مع فارق بين منطقة واخرى من حيث الكميات الهاطلة.. وحتى مناطق البادية ذات المعدلات المطرية المنخفضة كان لها نصيب من هذه الامطار. وتأتي هذه الامطار في وقت مازلنا نعاني فيه من اثار الجفاف الذي ضرب سورية والمنطقة وانعكس سلبا على السكان واحوالهم المعيشية واستقرارهم في اراضيهم لذلك استبشر الناس خيرا بتجاوز تلك المرحلة وبقدوم موسم زراعي جيد يعيد المطأنينة الى الفلاحين والى العاملين في قطاع الزراعة. والحاجة الى المياه تزداد سنويا لغايات الشرب و الاستخدام المنزلي والري والصناعة وغيرها . وقد ادت موجة الجفاف التي مرت على البلاد خلال السنوات السابقة الى حدوث نقص في الموارد المائية المتجددة في فصل الصيف حتى ان بعض المناطق الجبلية ذات الهطلات المطرية المرتفعة تعاني من نقص المياه في فصل الصيف في حين تذهب مياه الامطار والينابيع الى الوديان وتشكل سيولا تذهب الى البحر !! والسؤال الذي يطرح نفسه ، لماذا لا نحتفظ بكميات من هذه المياه المهدورة للاستفادة منها في فصل الصيف وذلك عن طريق اقامة خزانات مياه تخزن مياه الامطار لاستخدامها في اغراض مختلفة. صحيح ان وزارة الري اقامت العشرات من السدود في مناطق مختلفة وهي توفر مياه الري للزراعة.. لكن مازلنا بحاجة الى المزيد من السدود والسدات الصغيرة لغايات توفير مياه الشرب والري والاغراض الاخرى. ولا بأس من تقديم القروض للفلاحين والمزارعين من اجل اقامة خزانات مياه في قراهم واراضيهم واستثمار مياه الامطار التي تذهب هدرا الى الوديان ومن ثم الى البحر . والحاجة المتزايدة الى المياه في مختلف الاستخدامات تحتم ضرورة الاستفادة من كل قطرة ماء تسقط فوق اراضينا، اضافة الى المحافظة على مياه السدود والينابيع من التلوث والاستفادة منها بشكل افضل. |
|