|
معاريف- بقلم: عوفر شيلح وأولئك الذين يدفعون نحوها بقوة هم بالذات من يفترض بهم أن يخلقوا البدائل السياسية لتعميقها وإطالتها. وبينما يتراكض كل هؤلاء فان مبرر حالة الطقس آخذ في التبدد. فكرة وقف القتال لأسباب انسانية اختفت وكأنها لم تكن، سحقت تحت رغبة اولمرت ولفني لعرض باراك كمتردد. وزير الدفاع نفسه لم يخض حولها معركة حقيقية: كيف سيخوض الحرب، والاضطراب يستحوذ على تفكيره ، والناطق العسكري يسمح لنفسه بتحييد الجيش عن مسؤوليه وقادته الميدانيين عنه. من المهم التذكير بأنه كانت لباراك ورئيس الأركان مبررات ثقيلة الوزن ضد خطوة برية كثيفة في القطاع وهذه لم تنبع، مثلما يحاول عرضها المعارضون السياسيون لوزير الدفاع، من الخوف من الفشل او كثرة الإصابات. ولكن بعد ذلك، يسأل كل إنسان ذي تجربة، ماذا بعد ذلك؟ . بعد ذلك لن تتوقف نار الصواريخ، من الجهة الأخرى ستنتقل حماس الى التكتيك المعروف لضرب القوات المرابطة، خطوط التموين، في المكان الذي يكون فيه المهاجم ضعيفا وغير مكترث. وعندها سنحاصر القطاع ونبتره ونعزله ونقضمه، في جهاز الأمن يتناولون اليوم هذه الإمكانية على أنها نتيجة محتملة غير مقصودة، وهذا مذهل: إذا كان سقوط حماس أمراً جيداً أم سيئاً، على هذا يمكن الجدال؛ ولكن لا يمكن الجدال في ان هذا حدث جوهري لا يمكن الانجرار إليه فقط لان أحدا لم يجد آلية إنهاء للحملة او حتى يعمل عليها. فباراك نفسه، رغم أنه في نظر الكثيرين بين الجمهور هو قائد الحملة، يتعاطى مع القرارات السياسية وكأنها تحصل في مكان آخر. في هذا المكان، بالمناسبة، لا يوجد تنسيق او إبداع اكبر من ذلك. العبث هو ان وضع النهاية الرسمية، كما تصوره المؤسسة الأمنية لا يختلف كثيرا عما تراه حماس: هم ايضا يفهمون بان النار الصاروخية ستكون محظورة، وان إسرائيل سترد عليها بقوة غير متوازنة. هم ايضا يعرفون انه ستكون مناطق أمنية خاصة قرب الجدار الفاصل، وليس مهما ما حجمها الدقيق. نحن ايضا نعرف بان المعابر يجب أن تفتح وما لا يمر فيها سيمر من تحت الأرض. ولكن كل واحد يريد أن يصل الأخر الى هذا الوضع وهو راكع. في مثل هذا المزاج يبدو من المحتم ان تبدأ الدبابات بالتدحرج الى الداخل. |
|