|
رسم بالكلمات يقول آخر: هذه الدنيا خشبة مسرح ضخمة نمارس عليها أدوارنا بإتقان، فمن المتفرج؟! يقول ثالث: الحياة قرين حميم للسيرة المروية فهل نتخفى عبر الرواية أو الحيلة السردية بحيث نستبدل فيها حقيقتنا الزائلة مقابل الفوز بعشبة الخلود المتمثلة في اللسان، فهل اللسان ( بمعنى اللغة) مخلوق فاشي حقاً؟! هل نلجأ إلى الكتابة للحصول على حصانة لا تتحقق دون رمز لغوي لأن تحويل الحرف الى رمز هو ما يبعث الحياة في الحرف كرديف للجسد الميت كما يقول القديس بولس « الحرف يميت و لكن الروح تحيي » إذاً هل تكون اللغة وثيقة تضمن انتصارنا على الفناء! لماذا نكتب : لنخلد اللحظة قبل غرقها في العدم؟ لنحجز لنا مكاناً في ذاكرة الآخرين! يقول راحل: ليس إنساناً من لا وطن ولا لغة له. فإن كان الوطن مكاناً للحياة والنشاط الإنساني، فهل تكون اللغة وطناً بديلاً للخلود؟ ألهذا تغدو الرواية «صوت أناس القاع و التاريخ السري للعرب لأن التاريخ يكتبه المسيطرون. إن الرواية تشكل التاريخ المغيب و لهذا استمرت» هل نكتب لندحر النسيان : لماذا يحس همنغواي إذاً لحظة ينتهي من كتابة أحد مؤلفاته أنه قد مات لكن لا أحد يعرف أنه ميت! من لا ذاكرة له فليصنع ذاكرة من الورق، ألهذا نكتب لنصنع ذاكرة تحمينا؟ أم لأن الكتابة موطن الحلم وساحة الحرية حيث تعيد ترتيب الأشياء وفق إرادتك ، ليأتي رجل مثل برنارد شو ويقول: أنت ترى الأشياء كما هي وتقول لماذا؟ و أنا أحلم بالأشياء بالشكل الذي لم تكن عليه وأقول: ولم لا ؟ لماذا نكتب.. suzani@ aloola.sy |
|