تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أطفال غزة... يقاومون من تحت الأنقاض!!

مجتمع
الاثنين 5-1-2009م
ملك خدام

استخدموهم دروعاً بشرية، وهابوهم وفي يدهم حجر، والآن يدفنوهم أحياء تحت الأنقاض، لأنهم لايتقنون من فنون القتال غير-القتل-...

يقولون إنهم يستهدفون المقاومين ، وتعجب ألا يتمخض الردم إلا عن جثامين أطفال أو نساء...‏

أتراهم يقاومون من تحت الأنقاض؟!‏

بعضهم قال « إنهم كبش فداء» وآخر استهدف فيهم وأد بذور المقاومة...‏

ولاعجب أن تجد الجنين في بطن أمه بغزة عملاق شهيد...‏

فهذه الأم التي فقدت خمساً من أولادها دفعة واحدة، كانت تعلم من قبل، بأنها تربيهم-شهداء- والمفارقة أنه أمام مشاهد قتل الرضّع في غزة، لم يتحرك أرباب اتفاقية حماية الطفل، ولا سمعنا من الأمم المتحدة غير عبارات الأسف...‏

ولم يقدم إلى مجلس الأمن مثلاًإحصائية بعدد الأطفال الذين قتلوا في غزة حتى الآن...‏

ولاسأل أحدهم عن حقهم في الحياة، والتعلم، واللعب.‏

لأنهم دكوا مع مدارسهم ومعلميهم وكتبهم ودماهم تحت أنقاض حقد المعتدي الذي أرسل إليهم هدايا الميلاد ورأس السنة على شكل صواريخ من نار...‏

والسؤال:‏

هل زاد إمعانهم في القتل والتدمير غير المزيد من الاصرار على الصمود والتحدي في غزة التي لازالت تختلج من تحت خط النار...‏

فهاهم يحاربونهم بالموت، وهم يقهرون الموت -بالشهادة-‏

إن أطفالنا في غزة مثلهم في العراق أو الجنوب هدف حيوي مزمن لتعنت المعتدي ورغم موتهم تراهم ينبضون .‏

فكيف لشعب هذا شأن صغاره أن يقهر.. وكيف لأمة قبلت بهوانهم أن تعيش؟!!..‏

أعجب أن طفلتي ذات السابعة، أدركت بفطرتها أن جثامينهم ثمن ضئيل للحرية بينما لم يدرك حكام متخاذلون أن دماءهم الطاهرة ستخترق يوما المعابر وتعلن عليهم-الطوفان-‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية