تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الكتاب ..والمشط

آراء
الاثنين 5-1-2009م
إلياس الفاضل

حينما كنا في الخامسة عشرة، أو أقل قليلاً. كان شيء ما صغير، يحمل في اليد، أو يوضع في حقيبة، دائم الحضور معنا يلازمنا كظلنا، نلجأ إليه في أوقات الفراغ. ونعيش معه بفرح ولذة لامتناهية،

وكنا نفتقده، ونرسل في طلبه، مهما بعدت المسافة ومهما كان الثمن، أو نستعيره من الأصدقاء والمعارف.‏

ذلك أنه صديق خيّر، ورفيق كريم، منه نمت مداركنا، وبه توسعت آفاقنا، وكبر خيالنا، ومنه تعلمنا القيم والأخلاق والمثل.‏

هذا الصديق كان كتاباً في الشعر، أو الأدب، أو التاريخ، أو العلوم أو الفن.‏

واليوم ألتفت إلى ابن أخي، وابنة صديقي، وابن جاري، فأرى أن هؤلاء، قد اختاروا المشط والمرآة لهم، وانطلقوا في الطرقات يتسكعون على أبواب دور السينما، وحفلات الرقص لايسألون عن كتاب ولايحاولون أن يجدوا فيه الصديق الأكثر قدرة على قتل الفراغ، وتهذيب النفس.‏

هؤلاء الفتيان والفتيات فيما هم عليه الآن يلامسون قشرة الحياة، وهم أشبه بقطع صغيرة من الفلّين، تطفو على سطح الحياة، والمجتمع والعالم.‏

هذه حقيقة، والأهل مقصرون والمدرسة مقصرة والجامعة أيضاً مقصرة كأن الأمر لايعنيها.‏

في مجتمع عظيم ومتطور، يزداد الالتصاق بالكتاب، بحثاً عن المعرفة، والجديد في كل شيء.‏

وفي مجتمع عظيم ومتطور، يوجه الأهل والمدرسة والجامعة الشباب باتجاه المعرفة والبحث عنها أينما وجدت.‏

وفي مجتمع عظيم ومتطور، يكون الكتاب الصديق المنارة للناس كل الناس، ويندحر المشط والمرآة، ويقل كثيراً عدد الفلّين الذي يطفو على سطح الحياة والعالم.‏

عيد ميلاد مجيد‏

يوم مولدك هتفت الملائكة‏

وعلى الأرض السلام، وفي النفس المسرة‏

والآن‏

أين السلام وأين المسرة؟‏

في زمن بوش عمّت الحروب‏

وعمَّ الحزن في النفوس‏

في كل أنحاء العالم‏

وفي زمن بوش عربدت (اسرائيل)..‏

وبدأت تزيد اجرامها وارهابها‏

فلم يعد هناك سلام ولم يكن هناك مسرة وفرح‏

ومع ذلك‏

نحن متفائلون بأن السلام سيعم الأرض‏

وإن المسرة ستملأ قلوب الناس في كل مكان‏

ومالنا إلا أن نقول:‏

عيد ميلاد مجيد‏

وعلى أرض السلام..وفي النفوس المسرة‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية