|
سينما ويرتكز البناء الدرامي للفيلم على استعادة عشرين عاما من الأحداث تمتد بين عامي1961و 1982 من خلال عيني وذاكرة بطل الفيلم الذي يعيش في فلسطين .
وفاز الفيلم بالجائزة الكبرى لمهرجان تطوان السينمائي الرابع عشر لسينما البحر المتوسط ، بعد أشهر قليلة من فوزه بجائزة مصطفى العقاد في مهرجان طهران الدولي . والهوية هو الفيلم الثالث للمخرج بعد فيلمين تناول فيهما أوضاع أبناء الجولان ، ويعد أول فيلم يتناول موضوع الهوية والنضال في الجولان المحتل، ويسترجع إضراب عام 1981 ضمن أحداث تدور في الأرض المحتلة. ويحدثنا المخرج غسان شميط عن الخطوط الدرامية للفيلم فيذكر أن الحكاية تبدأ من سماع الشخصية الرئيسية في الفيلم (عهد ) وفاة في مكبرات الصوت نعي شيخ جليل في إحدى قرى الجولان السوري المحتلة والدعوة إلى تشييعه في اليوم التالي ، فيقرر التسلل مع وفد يذهب للتعزية وينتقل من فلسطين إلى الجولان المحتلة . و يترافق التشييع مع انتفاضة الهوية في الجولان المحتل ضد الاحتلال الصهيوني ، ويكون على موعد مع الأم في بيتها ليستعيد ذكريات وتفاصيل تحفظها الأمكنة المتروكة وترويها الأم ، ومعها يستعيد أحداث عشرين عاما ً من معاناة العائلة واستشهاد أخيه خلال المواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي . وتختلط في الفيلم حكاية وطن مع حكايات أناسه،وحول المقولة التي يركز عليها فيلم الهوية يقول شميط : في بداية الفيلم نلاحظ الحواجز التي يضعها جيش الاحتلال ، وهذه الحواجز ما تزال موجودة وقد حولت الجولان إلى سجن كبير ، وما يزال هذا الوضع مستمرا في الجولان ، ويختزل مشهد النهاية المقولة الأساسية للفيلم وهو التأكيد على الهوية الوطنية رغم كل أساليب القمع والقتل ، ففي طريق عودته إلى فلسطين بعد أن اكتملت الحكاية في ذاكرته يجد بطلنا نفسه في مواجهة دبابات قوات الاحتلال وجنوده المدججين بالسلاح ، ويسأله ضابط إسرائيلي ماذا كنت تفعل في الجولان في رحلتك فيقول كنت ابحث عن هويتي، ويحول الهرب من الحاجز وتكون الخاتمة بإطلاق النار عليه . وفي اللقطة الأخيرة تركناه واقفا ولم ندعه يسقط ، ليكون مشهدا رمزيا يؤكد استمرار النضال ضد الاحتلال، ومن الصعب قهر شعب تمتد جذوره في الأرض ، وهذا يعني استمرارية التأكيد على هويتنا وعروبتنا . ولفت المخرج إلى أن الهوية العربية السورية للجولان ورفض الجولانيين قبول الهوية الإسرائيلية هي القضية المهمة في الفيلم ، إضافة إلى تسليط الضوء على نضال أهال الجولان وتاريخهم البطولي الذي كتب بدماء الشهداء ومعاناة السجون والاعتقال . ويقول غسان شميط حول اختياره لموضوع عن الجولان : أن الجولان ليس صورة معلقة على الجدار بل هو صورة مزروعة في قلبي ، والعودة إليها له وقع خاص في نفوس أهل الجولان . وعن الرسالة التي أراد أن يوصلها للمشاهد يؤكد شميط أنه أراد من الفيلم تذكير العالم بما حدث ويحدث في الجولان المحتل ، وأن ما يجري الآن في غزة حدث في الجولان المحتل ، وسبق لأهلنا في الجولان أن تعرضوا لعدوان مماثل ، فالأيدي الملطخة بدماء أهل غزة سبق أن تلطخت بدماء أهل الجولان الذين صمدوا وصبروا وقاوموا العدوان وما يزالون صامدين رغم كل أشكال القتل والتدمير . وسبق أن فرضت قوات الاحتلال الصهيوني حصارا على أهلنا في الجولان المحتل ستة أشهر وهي مدة مماثلة لمدة الحصار الذي فرضته قوات الاحتلال على غزة قبل أن تقوم بعدوان واسع ، وهذا يعني أن العدو الصهيوني ما يزال يقوم بنفس الممارسات ويتبع نفس الأساليب في جميع الأراضي العربية التي احتلها . وماذا يمكن للفن السينمائي أن يسهم بمواجهة العدوان أمام الكاميرا التلفزيونية التي تنقل الأحداث لحظة وقوعها يقول غسان شميط : إذا كان التلفزيون يظهر الحقيقة ، فإن مهمة الفيلم السينمائي هو توثيق الوقائع وعرضها جماهيريا في مختلف الأماكن والمناسبات السينمائية ، وفي فيلم الهوية قمنا بتوثيق حقبة زمنية وجعلناها وثيقة دامغة تؤكد همجية قوات الاحتلال الصهيوني ، و بعد انتهاء الأحداث تصبح الدراما هي الأكثر أهمية في حفظ الوقائع التاريخية ، ولنلاحظ مثلا جماهيرية المسلسلات والأفلام التي تناولت قضية فلسطين . |
|