تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


المخرج غسان شميط : لن يقهر شعب تمتد جذوره في الأرض

سينما
الاثنين 5-1-2009م
محمد قاسم

بدأت صالات الكندي بعرض الفيلم السوري الحديث ( الهوية ) سيناريو وفيق يوسف وإخراج غسان شميط وإنتاج المؤسسة العامة للسينما ، ويتناول الفيلم موضوع التمسك بالهوية السورية في الجولان المحتل ضمن فكرة درامية إنسانية في بنائها وعلاقات شخصياتها ،

ويرتكز البناء الدرامي للفيلم على استعادة عشرين عاما من الأحداث تمتد بين عامي1961و 1982 من خلال عيني وذاكرة بطل الفيلم الذي يعيش في فلسطين .‏

وفاز الفيلم بالجائزة الكبرى لمهرجان تطوان السينمائي الرابع عشر لسينما البحر المتوسط ، بعد أشهر قليلة من فوزه بجائزة مصطفى العقاد في مهرجان طهران الدولي .‏

والهوية هو الفيلم الثالث للمخرج بعد فيلمين تناول فيهما أوضاع أبناء الجولان ، ويعد أول فيلم يتناول موضوع الهوية والنضال في الجولان المحتل، ويسترجع إضراب عام 1981 ضمن أحداث تدور في الأرض المحتلة.‏

ويحدثنا المخرج غسان شميط عن الخطوط الدرامية للفيلم فيذكر أن الحكاية تبدأ من سماع الشخصية الرئيسية في الفيلم (عهد ) وفاة في مكبرات الصوت نعي شيخ جليل في إحدى قرى الجولان السوري المحتلة والدعوة إلى تشييعه في اليوم التالي ، فيقرر التسلل مع وفد يذهب للتعزية وينتقل من فلسطين إلى الجولان المحتلة .‏

و يترافق التشييع مع انتفاضة الهوية في الجولان المحتل ضد الاحتلال الصهيوني ، ويكون على موعد مع الأم في بيتها ليستعيد ذكريات وتفاصيل تحفظها الأمكنة المتروكة وترويها الأم ، ومعها يستعيد أحداث عشرين عاما ً من معاناة العائلة واستشهاد أخيه خلال المواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي .‏

وتختلط في الفيلم حكاية وطن مع حكايات أناسه،وحول المقولة التي يركز عليها فيلم الهوية يقول شميط :‏

في بداية الفيلم نلاحظ الحواجز التي يضعها جيش الاحتلال ، وهذه الحواجز ما تزال موجودة وقد حولت الجولان إلى سجن كبير ، وما يزال هذا الوضع مستمرا في الجولان ، ويختزل مشهد النهاية المقولة الأساسية للفيلم وهو التأكيد على الهوية الوطنية رغم كل أساليب القمع والقتل ، ففي طريق عودته إلى فلسطين بعد أن اكتملت الحكاية في ذاكرته يجد بطلنا نفسه في مواجهة دبابات قوات الاحتلال وجنوده المدججين بالسلاح ، ويسأله ضابط إسرائيلي ماذا كنت تفعل في الجولان في رحلتك فيقول كنت ابحث عن هويتي، ويحول الهرب من الحاجز وتكون الخاتمة بإطلاق النار عليه .‏

وفي اللقطة الأخيرة تركناه واقفا ولم ندعه يسقط ، ليكون مشهدا رمزيا يؤكد استمرار النضال ضد الاحتلال، ومن الصعب قهر شعب تمتد جذوره في الأرض ، وهذا يعني استمرارية التأكيد على هويتنا وعروبتنا .‏

ولفت المخرج إلى أن الهوية العربية السورية للجولان ورفض الجولانيين قبول الهوية الإسرائيلية هي القضية المهمة في الفيلم ، إضافة إلى تسليط الضوء على نضال أهال الجولان وتاريخهم البطولي الذي كتب بدماء الشهداء ومعاناة السجون والاعتقال .‏

ويقول غسان شميط حول اختياره لموضوع عن الجولان :‏

أن الجولان ليس صورة معلقة على الجدار بل هو صورة مزروعة في قلبي ، والعودة إليها له وقع خاص في نفوس أهل الجولان .‏

وعن الرسالة التي أراد أن يوصلها للمشاهد يؤكد شميط أنه أراد من الفيلم تذكير العالم بما حدث ويحدث في الجولان المحتل ، وأن ما يجري الآن في غزة حدث في الجولان المحتل ، وسبق لأهلنا في الجولان أن تعرضوا لعدوان مماثل ، فالأيدي الملطخة بدماء أهل غزة سبق أن تلطخت بدماء أهل الجولان الذين صمدوا وصبروا وقاوموا العدوان وما يزالون صامدين رغم كل أشكال القتل والتدمير .‏

وسبق أن فرضت قوات الاحتلال الصهيوني حصارا على أهلنا في الجولان المحتل ستة أشهر وهي مدة مماثلة لمدة الحصار الذي فرضته قوات الاحتلال على غزة قبل أن تقوم بعدوان واسع ، وهذا يعني أن العدو الصهيوني ما يزال يقوم بنفس الممارسات ويتبع نفس الأساليب في جميع الأراضي العربية التي احتلها .‏

وماذا يمكن للفن السينمائي أن يسهم بمواجهة العدوان أمام الكاميرا التلفزيونية التي تنقل الأحداث لحظة وقوعها يقول غسان شميط :‏

إذا كان التلفزيون يظهر الحقيقة ، فإن مهمة الفيلم السينمائي هو توثيق الوقائع وعرضها جماهيريا في مختلف الأماكن والمناسبات السينمائية ، وفي فيلم الهوية قمنا بتوثيق حقبة زمنية وجعلناها وثيقة دامغة تؤكد همجية قوات الاحتلال الصهيوني ، و بعد انتهاء الأحداث تصبح الدراما هي الأكثر أهمية في حفظ الوقائع التاريخية ، ولنلاحظ مثلا جماهيرية المسلسلات والأفلام التي تناولت قضية فلسطين .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية