تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أحــلام..لكنهــا لن تمــــوت

الجولان في القلب
الاثنين 5-1-2009م
حسين صقر

أخاف من الموت حتى يتحرر الجولان وبعدها لايهمني..أتمنى أن ألمس ماتبقى من جدران المنزل الذي جمعني وإخوتي وتقاسمنا فيه الفرح والحزن..أتمنى أن أتفيأ تحت ظلال شجرة الزيزفون التي لعبت تحتها أنا وبنات الجيران وعلّقنا عليها أرجوحة الطفولة.

أتمنى أن أصافح تراب الحقل الذي أنعم علينا بخيراته حتى أصبحنا كباراً..كم أتمنى أن ينعم أبناء الجولان والأراضي العربية المحتلة في فلسطين ولبنان والعراق، وفي كل بقعة من الوطن العربي بالحرية والاستقرار والتحرر من نير الغاصبين والغزاة.‏

سعدية الصفدي..أم أدهم تمنّت كثيراً وحلمت أكثر بأنها تتمشى في طرق بلدتها مجدل شمس وتنهمر من عينيها دموع الفرح وعندما تصحو تراها دموع فراق، لأنه لم يتغير شيء حتى الآن..فهي عن منزلها بعيدة والمكان الذي رأته في الحلم لايزال تحت وطأة الاحتلال.‏

مات أبوها منذ ثلاث سنوات وقبله والدتها ولم تكن حاضرة في أوجاع العائلة وتسمع أخبار إخوتها وأخواتها..تطمئن حيناً وتعلّق أحياناً أخرى..متسائلة: ماذا يفيد الخبر من بعيد؟‏

قبل أيام شاركت أخاها بحفل زفاف ولده الوحيد، كان الحفل صامتاً والوجوه تخبئ مواقف وعبارات مختلفة، فهم منذ أيام الاحتلال الأولى لافرحهم فرح ولاعيدهم عيد والفائز الوحيد هو الحزن بين هذا وذاك لأنه يستحوذ على مظاهره الحاضرة في كل منزل.‏

نظرت سعدية في وجوه النسوة المشاركات وحدّقت بهن واحدة تلو الأخرى وانتظرت لو أن واحدة فقط منهن كلّمتها..فلم تر إلا خيالات وأطياف تمر وأخرى تبقى، حتى جاء ولدها الأصغر في الصباح الباكر وأيقظ غفوتها..فهو يريد الذهاب إلى المدرسة.‏

نهضت وتابعت يوماً آخر من الانتظار وهي تعد تفسها بأن حضورها لحفل زفاف ما في يوم ما سيتحقق لامحالة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية