|
وكالات ـ الثورة لكن شاشات المحطات التلفزيونية التي تنقل المذبحة مباشرة أدمت قلوب الانسانية بينما لم تلين قلوب بعض ذوي القربى من الفلسطينيين والعرب وكأن قطاع غزة منطقة منفية من العالم يريد الصهاينة بدعم أميركي مرعب وبصمت دولي رسمي ان يكون أكداساً للاشلاء البشرية من المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ ... تستصرخ بقايا من ضمير عالمي أن أنقذ غزة من جلادها ومن الارهاب الصهيوني الذي يأخذ الامن الدولي كله إلى منطقة مجهولة. غزة الصامدة غزة عزة العرب ومقاومتها هي اليوم القطعة الاغلى من الخارطة العربية ورغم أنها نجت من نكبة فلسطين التاريخية عام 1948 العام الذي قام فيه الكيان الاسرائيلي على القسم الاكبر من مساحة فلسطين التاريخية إلا أنها اليوم وبالمحرقة الصهيونية الاكثر استهدافاً لاسكات مقاومتها الباسلة ضد الاحتلال الغاصب. قطاع غزة نجا من الاحتلال حتى الخامس من حزيران عام 1967. حيث احتلت اسرائيل الضفة والقطاع. وقد استقبل قطاع غزة عددا كبيرا من اللاجئين الفلسطينيين اثر النكبة ومع التزايد الكبير لسكان القطاع ارتفع مجموعهم ليصل نحو (1،5) مليون فلسطيني عام 2008 منهم نحو 76 بالمئة من اللاجئين الذين ينحدرون من بئر السبع ومدينة يافا والمجدل وعسقلان المحتلة. و تعرض القطاع لاحتلالات عديدة عبر تاريخه الطويل بيد أن الاحتلال الاسرائيلي ومجازره ضد أهل غزة كان مروعا ودمويا والصورة مازالت ماثلة للعيان. ويعتبر مجتمع قطاع غزة فتيا نظرا لنسبة الاطفال العالية التي تصل الى أكثر من 50 بالمئة ومرد ذلك الخصوبة العالية عند النساء الغزيات حيث تتعدى ستة مواليد للمرأة طيلة حياتها الانجابية. وقد تفاقمت الاوضاع الديموغرافية والاقتصادية نتيجة سياسات وممارسات الاحتلال الاسرائيلي على مدار اربعين عاما فوصلت معدلات البطالة نحو 60 بالمئة من قوة العمل وكذلك انتشرت حالات الفقر المدقع بين ثلثي سكان القطاع جراء الحصار والاعتداءات الاسرائيلية. وصمدت مدينة غزة لنوائب الزمان الكثيرة حيث نازل شعبها صنوف المحتلين المختلفة.. وتاريخ مدينة غزة كما كل فلسطين تاريخ مجيد حفظته ووعته الاجيال المتلاحقة وحافظت غزة على اسمها العربي حتى تاريخنا الحاضر لتؤكد عروبتها رغم الاحتلالات التي مرت بالمدينة. واكتسب موقع مدينة غزة الجغرافي أهمية خاصة حيث انه واقع على أبرز الطرق التجارية بالعالم القديم تلك التي بدأت من حضرموت واليمن وانتهت في بلاد الهند. وكان لموقع غزة المتميز على حافة الاراضي الخصبة العذبة والمياه التي تأتي مباشرة بعد برية سيناء الاثر في وجودها وبقائها وأهميتها فهي المحطة الطبيعية لكل من الاتين من مصر العربية ووجهتهم الى بر الشام كما أنها المحطة الاخيرة لكل قادم من الشام ووجهته مصر فهي ملتقى القوافل قبل دخول البادية فيها يستكملون ما يلزمهم قبل المرور بالصحراء أثناء طريقهم الى مصر. وعلى الرغم من الانسحاب الاسرائيلي وتفكيك المستوطنات الصهيونية من قطاع غزة في عام 2005 تحت ضربات المقاومة بعد احتلال مديد الا أن اسرائيل جعلت منه سجنا كبيرا لاكثر من مليون وخمسمئة الف فلسطيني باتوا عرضة لعملية تقتيل واغتيال وتدمير يومية مبرمجة. فبات الفقر والجوع والحرمان سيد الموقف بين أهالى غزة فارتفعت معدلات الاعالة الى أكثر من ستة أفراد والبطالة وصلت الى نحو 60 بالمئة من اجمالي قوة العمل الفلسطينية هناك وبالتالي أصبح أكثر من ثلثي المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة يرزحون تحت خط الفقر حسب تقارير دولية ومحلية في ذات الوقت. وتشير الدراسات الى أن مدينة غزة القديمة قد بنيت على تل يرتفع زهاء (45) مترا فوق سطح البحر وأنشئت قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام بثلاثة الاف عام. وقد تطور عمران المدينة أسفل التل من نواحي الشمال والشرق والجنوب ولم يمتد باتجاه الغرب الا أخيرا فأصبح موضعها الطبوغرافي يتالف من.. 1/ الموضع القديم .. ويشغله جزء من حي الدرج وجزء من حى الزيتون. 2/مواضع التوسع في جهات الشرق والشمال والجنوب من التل وتضم أحياء الشجاعية والتفاح وجزءا من حي الزيتون وتتميز تلك المواضع بانبساط أرضها التي ترتفع حوالي (35 ) مترا عن سطح البحر جنوبي شرق المدينة0 3/موضع الامتداد نحو الغرب ويتالف من كثبان رملية غرست الاشجار في بعض أجزائها لصد زحف الرمال وأصبح اليوم يعرف بغزة الجديدة أو حي الرمال. وبشكل عام يوجد في غزة خمسة أحياء رئيسية هي.. الدرج الزيتون ( التفاح والشجاعية) بقسميها الجديدة والتركماني. وقد امتدت غزة الجديدة على الرمال الممتدة من تل السكن على حدود المدينة القديمة الى ساحل البحر المتوسط من الغرب. ولم تكن المجزرة المروعة التي ترتكبها اسرائيل على مدار الساعة منذ صبيحة يوم السبت 27/12/2008 سوى محاولة يائسة لاخضاع أهل غزة وفرض الامر الواقع الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني بيد أن كافة الدلائل تؤكد قدرة المجتمع وقوى المقاومة على الصمود وكسر ارادة العدو حيث شارك أهل غزة في الكفاح الفلسطيني. وكما ساهم الغزيون بشكل كبير في انتفاضة عام 1987 وانتفاضة الاقصى التي انطلقت في أيلول من عام 2000. وسقط الالاف من أهل غزة خلال سنوات الانتفاضة بين شهيد وجريح وأسير سيساهمون في صد العدوان الاسرائيلي. وتشير الدراسات المختلفة الى أن قطاع غزة قدم أكثر من الف شهيد خلال الانتفاضة الاولى والفي شهيد خلال انتفاضة الاقصى فضلا عن عشرين الف جريح بينهم الاف من الحالات باتت في اعاقة دائمة وخارج النشاط الاقتصادي. لكن الثابت أن أهل غزة كما تاريخها عصي على الانكسار وثابت في مواجهة الغزوات و الاحتلال الاسرائيلي كان من أبشع الاحتلالات التي مرت على قطاع غزة نظرا لان سياساته طالت الارض والبشر و الاطفال والشيوخ والنساء. فصورة المجازر الاسرائيلية المتكررة وكذلك اقتلاع الاشجار وتجريف الاراضي في القطاع من قبل الدبابات والجرافات الاسرائيلية تؤكد حقيقة السياسة الاسرائيلية ولكن تاريخ قطاع غزة كما أهله يؤكد بأنه سيبقى عصيا على كل الغزاة. |
|