تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تقـــاريــــــر: سقف أهداف اسرائيل.. من القضاء على حماس إلى اضعافها

دمشق
سانا
أخـــبـــــــار
الأثنين 5-1-2009م
صدقت توقعات المحللين والمراقبين بأن الاحتلال الاسرائيلي سيعمد الى تخفيض سقف أهداف عدوانه على قطاع غزة من القضاء على حركة المقاومة الوطنية الفلسطينية حماس الى الحد من اطلاق الصواريخ واضعاف الحركة.

وواجه الاحتلال الاسرائيلي منذ بداية عدوانه على القطاع مشكلة تحديد أهداف لهذا العدوان ولم يعلن عنها أصلا خشية الوقوع مرة ثانية في الفخ الذي وقع فيه في حرب تموز عام 2006 التي بدأها بالاعلان عن نيته القضاء على حزب الله اللبناني وتدرج في الهبوط في أهدافه الى طلب التوسط لانهاء الحرب وحفظ ماء الوجه.‏

وأشار محللون فلسطينيون الى التراجع الملحوظ في سقف الاهداف الاسرائيلية المعلنة للحرب على غزة اذ هبطت من القضاء على حركة المقاومة الاسلامية حماس ومنع اطلاق الصواريخ الى اضعاف الحركة فحسب والحد من عدد الصواريخ.‏

ورصد ناصر اللحام المحلل والخبير بالشؤون الاسرائيلية وجود ثلاثة أهداف غير معلنة للحرب أولها انتقامي يتمثل بانزال أكبر قدر ممكن من الخسائر في البنى التحتية للحكومة الفلسطينية المقالة ومحاولة قتل أكبر عدد من أنصار حماس وقادتها والهدف الثاني امكانية اعادة ترسيم قواعد اللعبة من جديد وفتح معبر رفح تحت الشروط الاسرائيلية.‏

أما الهدف الثالث فيتمثل بالسعي لانهاء حالة الاحتقان الاسرائيلية الناتجة عن تقرير لجنة فينوغراد الذي أقر بهزيمة اسرائيل بعدوانها على لبنان في تموز عام 2006 ووجود حالة انتقامية في أوساط الاسرائيليين ضد غزة تطالب بأن تدفع غزة ثمن الانتقام الاسرائيلي لهزيمة حرب تموز.‏

وأكد المحلل الفلسطيني عدم قدرة اسرائيل على اعادة احتلال قطاع غزة بالكامل واسقاط حركة المقاومة الوطنية الفلسطينية حماس موضحا أن قصف المقرات وقطع الاتصالات أمر سهل يستطيع أن يقوم به أي جيش في العالم.‏

من جهته قال المحلل السياسي خالد العمايره ان اسرائيل اكتشفت بعد أيام من العملية الجوية أن هدفها باسقاط حماس لا يمكن تحقيقه لذا تراجعت الى القول بمنع اطلاق الصواريخ من قطاع غزة. وأضاف ان القضاء على حماس يعني القضاء على مئات آلاف الفلسطينيين في الداخل وهذا غير ممكن مؤكدا أن اسرائيل ستواجه ملحمة في غزة خلال عمليتها البرية فمعركتها ليست بين جيشين أو دولتين وانما حرب من جانب واحد على أبنية غير محمية ومدنيين ومساجد ومخازن أدوية وصيدليات وجامعات.‏

وخلص الى أن أضعف سلاح جو في العالم يستطيع تدمير أهداف مدنية وتدمير غزة وهذا لا يشكل انتصارا مشيرا الى أن الغرض من المعركة هو محاولة تحطيم ارادة الشعب الفلسطيني واعادة قوة الردع لجيش الاحتلال بعد تحطمها في حرب لبنان.‏

وكان الخبير العسكري اللبناني أمين حطيط توقع منذ اليوم الثالث على بدء العدوان الاسرائيلي على غزة أن تخفض اسرائيل مستوى أهدافها من اجتثاث حماس وانهاء سيطرتها على غزة الى اضعاف الحركة والحد من اطلاق صواريخ المقاومة.‏

وبعد بضعة أيام صح توقع حطيط فبعد أن هددت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني من القاهرة بتغيير الوضع في غزة وانهاء سيطرة حماس على القطاع أعلنت صراحة من العاصمة الفرنسية باريس الخميس الماضي أن هدف الحملة هو اضعاف حماس. ومع انطلاق الحملة البرية في اليوم الثامن للحرب أقر الناطق باسم الجيش الاسرائيلي أفيحاي أدرعي باستحالة ايقاف صواريخ المقاومة وأن هدف العملية العسكرية هو توفير مناخ امن في الجنوب وتقليص عدد الصواريخ المنطلقة من غزة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية