تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


اكتشـــاف المكـتشـــف!!

الافتتاحية
الأثنين 5-1-2009م
بقلم رئيس التحرير: أســـــــــعد عبـــود

هل اكتشفنا اليوم صعوبة أن يمرّ قرار من مجلس الأمن الدولي لمنفعة عربي واحد، حتى ولو كان بأهمية وعدالة حقن الدماء البشرية؟! أعتقد أننا دائماً نكتشف الأمر ذاته.

مجلس الأمن، مؤسسة دولية مهمتها أن تعنى بحقوق الدول والشعوب والسلام العالمي.. لكن ذلك قلما يحصل، ليس فقط لأنه مؤسسة من طابقين..دائمة العضوية بالدفتر الأحمر «الفيتو»..ومؤقتة العضوية التي تسجل إضافة رقم واحد على إحدى الكفتين.‏

طبعاً هذا اختلال في العدالة الدولية..لكن..أدمناه .. المشكلة الرئيسة في العدالة الدولية المفقودة، ولا سيما بالنسبة للعرب، هي الولايات المتحدة الأميركية.‏

هل نكتشف اليوم أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تقدم على أي قرار يخالف ما تريده «إسرائيل»؟! نتمنى أن يتبدل الحال..لكن؟!‏

وسط هذا النشاط السياسي والشعبي والحراك المستمر في مختلف ساحات العالم وشوارعه..نحمل أوراقنا لنتجه بها إلى مجلس الأمن..وكلنا أمل..ودفعاً للاحباط الذي قد يواجه الوفد العربي-لا سمح الله- يجب ان يتذكر العرب أن مجلس الأمن فشل مرتين في توجيه ولو بيان إدانة للعدوان الإسرائيلي الدموي على غزة.‏

كيف يتوقعون أن يستقبلهم مجلس الأمن..؟!‏

أو بالأحرى: كيف يتوقعون موقف المندوب الأميركي..؟!‏

هل يجهل المندوب الأميركي أننا اعراب ولسنا عرباً..ولو كنا عرباً لارتجفت يده وقلبه وروحه إذ ينوي الفيتو ضد قرار يوقف المذابح.‏

لكن..‏

العرب.. أعراب يكتشفون المكتشف ويهتكون الزمان بالغناء لظلام الليل؟! الضوء يفضح عورتهم فيطلقون حناجرهم .. يا ليل..يا ليل.‏

يكتشفون أن العالم ليس معهم..إنه لا يستجيب لدعواتهم.‏

إنه لا يفهم قضيتهم..‏

لكن بماذا يجيبون لو سألهم العالم هل أنتم مع أنفسكم؟! هل لكم دعوة تجمعكم؟! هل ما زلتم تقفون خلف قضيتكم..؟!‏

هناك اجابات لا تقل أذى على الروح من وقع المدافع الصهيونية على غزة الأبية العربية..وهي إجابات تكتشف الأعاجيب..‏

كل يوم نسمع متحدثاً متحذلقاً مبدعاً كلامياً يكتشف: أن سورية..أو سورية وإيران تقفان في صف المقاومة؟! ياللبراعة!.‏

وكأن سورية أو ايران أو المقاومة تنفي أي منها أنها في صف واحد لحماية المنطقة واستقرارها وإقامة السلام فيها وإنهاء الاحتلال.‏

طالما نحن من هذا الصف فلا نخجل من واقعنا..‏

لكن..بماذا يجيبون إن سألناهم:‏

صديقتكم أميركا وإدارتها..وأنتم من داعميها.ولكم مع «إسرائيل» وافر العلاقات المحرجة؟! فلماذا لا توظفون ذلك لإحقاق الحق..‏

لماذا لا نكتشف أنفسنا..امكاناتنا..امكانات موقف قوي نتخذه..‏

العدو يصلينا الحديد والنار..يهدم المنازل، يقتل الأطفال، يشرد الآمنين ..يشرب دمنا..هل نجرؤ مثلاً على مقاطعته..‏

هل أقل من ذلك..؟!‏

هل نجرؤ على رفض قيوده الوهمية في استخدام أراضينا كما نشاء..نفتح بوابات..نفتح معابر..ولا نخشاه؟!‏

نحن لسنا ضعفاء، لكن القوة فينا كامنة ونحتاج لمن يفجرها.‏

إذا كان ما يجري في غزة لا يفجرها.؟فكيف نكتشف ذاك الصاعق الذي لا يقاوم؟‏

على الأقل في ميدان السياسة..وقد تحرك سوقها في الدنيا كلها..والقضية قضيتنا..فلنقف وقفة واحدة، بإرادة واحدة، خلف غاية واحدة..‏

دون موقف قوي سنخسر السياسة أيضاً..إلا من آمن منا بالمقاومة.. وقد آمنا.. ومقتنعون أن النصر أتٍ، كما جاء و فاجأهم في «مغامرة» تموز في لبنان.‏

a-abboud@scs-net.org‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية