تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قوائم بيضاء

حديث الناس
الأحد 26-5-2019
محمود ديبو

على هامش الجدل الذي تصدر الأوساط التجارية منذ أيام حول مسؤولية غرف التجارة عما يجري من تجاوزات في الأسواق ومطالب غرفة تجارة دمشق وبعض المقترحات التي منها ما يدعو لاتخاذ تدابير رادعة بحق التجار والمخالفين واعتماد القائمة السوداء كواحد من أساليب الردع هذه، فإن أبرز سؤال يتبادر إلى ذهن المستهلك اليوم لماذا كل هذا الجدل المثار حول قضايا مكشوفة ومعلنة ولم تعد تحتمل الرأي والرأي الآخر، وخاصة أن المتضرر الوحيد هو المواطن على اتساع شرائحه..

وإن كان ما أثير منذ أيام سببه موجة ارتفاع الأسعار، فإن مسألة الغش والتلاعب بغذاء المواطن لا تقل أهمية لا بل هي الأهم، لما لها من منعكسات على صحة المواطنين وتهديد لحياتهم..!!‏

فاليوم هناك الكثير من الموجبات والوقائع الموثقة بالصوت والصورة والتي تدفع باتجاه إقرار تدابير أكثر جرأة وحزماً في مواجهة ذلك التسابق الذي تشهده أسواقنا المحلية في طرح أغذية ومأكولات غير صالحة للاستهلاك البشري وبعضها لا يصلح حتى لأن يكون طعاماً لوحوش البراري..‏

فمن اللحوم الفاسدة إلى استخدام بقايا الذبائح وعدم الالتزام بشروط الصحة والنظافة في بعض محلات الحلويات والمعجنات والأفران الخاصة، ومعامل الحلاوة والطحينية وأغذية الأطفال من بسكويت وشيبس وملحقاتها، والمربيات والمعلبات والسلسلة تطول دون أن تقف عند حدود فكل شيء قابل للبيع والشراء وكل شيء يمكن تحويله إلى منتج غذائي بغض النظر عن الأذى الذي سيلحق بالمستهلكين...!!‏

كل ذلك وأكثر ألا يستحق أن يُوَاجه، على الأقل، بنشر اسم المخالف بقائمة سوداء، قائمة لو قيض لها أن تكون أمراً واقعاً اليوم، لكنا سمعنا بأسماء محلات وماركات أغذية وأطعمة نتناولها على أنها موضع ثقة واحترام فيما بعضها يساهم في إيذاء صحة المواطنين وأطفالهم من خلال مخالفة الشروط الصحية والتلاعب بالمواصفة واستخدام مواد غير صالحة لأن تكون طعاماً للبشر..!!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية