|
ثقــــــــــــــافة
وتركوا الخراب والدمار في كل جانب...من هنا كان توجه المبدعون السوريون إلى الإضاءة على الجانب المنير في حياة المجتمع السوري، ونخبته لإعادته إلى الواجهة حالة متميزة بحق.. من تلك الأعمال نموذجا... ذلك الذي حمله بين طياته الفيلم الوثائقي (الفرح ليس مهنتي) والذي عرض في المركز الثقافي بأبي رمانة...وقد شهد الفيلم إقبالا جماهيريا منقطع النظير، الفيلم من إخراج حازم بخاري، ويدور حول الكاتب والشاعر محمد الماغوط، وكما أشار المخرج أنه يعود عن قصد إلى تلك الشخصيات، كي يكون للفن دوره في توعية شباب المستقبل، وما مر على سورية، يجسد أزمة فكر وثقافة، وصراع بين فكر تنويري وفكر ظلامي، وقد أكد المخرج انه يحاول إعادة أصحاب الفكر التنويري عبر مجموعة أعمال وثائقية إلى الواجهة مثل الشاعر الماغوط ونزار قباني وغيرهم.. نجح الفيلم (الفرح ليس مهنتي) عبر توليفته الفنية الخاصة مستوفيا شروط الفيلم التسجيلي، جامعا العديد من الأشكال والمفردات الفنية ذات الصلة المباشرة بمعطيات الفيلم الوثائقي، فكان هناك مشاهد تسجيلية كاملة للشاعر الماغوط..وكان هناك شهادات لكبار الكتاب والمفكرين والشعراء والمسرحيين، فحضرت شهادات في الكاتب والمسرحي والشاعر الماغوط..أما الشخصيات هم الشاعر شوقي أبو شقرا، والباحث برهان بخاري، والكاتب أسامة الماغوط.. كما تضمن الفيلم مشاهد مسرحية من أعمال الماغوط، التي حملت إسقاطات غنية على الواقع، ولخص رؤية الكاتب الماغوط للواقع العربي وتنبوءا ته واستشرافاته عبر خوف مسبق، كان في مكانه عند المقاربة للواقع الحالي.. وقد حمل الفيلم قصائد ورثاء وأحاديث ورؤيا تحذيرية حول الوطن والإنسان والواقع.. لعل الفيلم حول الماغوط وإبداعاته اختصر الكثير من حياة الناس وواقعها، فحمل فكرة غنية وشاملة حول حقائق كثيرة... وإن دار الفيلم حول شخصية مبدعة هامة، إلا أنه جسد الواقع ونقله بدقة ارتباطا و هاجسا ناقلا هموم إنسانه بشكل عميق..كما وفق في الربط بين ذاك الإبداع وتفاصيل شاملة ألهمته... |
|