|
ثقــــــــــــــافة
أصدر الشاعر السوري عابد إسماعيل العديد من المجموعات الشعرية؛ نذكر منها: «طواف الآفل، باتجاه متاه آخر، لن أكلم العاصفة، وساعة رمل» محاولاً دائماً، أن يمشي بالقصيدة بخطٍّها البياني المتصاعد للوصول إلى شكلها الأكثر تطوراً. وهو الذي يرى أن «الشعر يُكتب لكي نتأمل هذا العالم في لحظات حزنه وفرحه، وليس له وظيفة رسولية» كما حاول أن يلصق البعض هذه التهمة به. ! ذلك انه يعتبر نفسه عاشقاً للشعر، حتى أنه ينظر إلى كلمة شاعر بكثير من الوجل والخشية والاحترام، فأن تكون شاعراً لا يعني أن لك مهنة، وإنما يعني أنك تريد أن تحمي النداء الداخلي في أعماقك، وهو - كما يُردد - لا يستطيع أن يتنفس دون القصيدة والشعر. لأجل هذه الغاية، لم يكتف إسماعيل بما أنجزه من شعر على صعيده الشخصي، فقد عُرف صاحب «ساعة رمل» بأكثر من منحى إبداعي، فإضافةً لعمله الإعلامي والنقدي، كان للترجمة مساحتها في شغله الإبداعي، فترجم للعربية عشرات الأعمال الأدبية عن اللغة الانكليزية، لن تكون أهمها: أغنية نفسي لوولت ويتمان، وديوان الشعر الأمريكي الجديد، فقبلهما كان نقل إلى العربية: باقة برية لهاري امارتنسون، الذين يحبون الشوك لجونيتشيرو تانيزكي، نصف حياة لـ ف.س.نايبول، لن أكلم العاصفة، قلق التأثر، وخريطة للقراءة الضالة، وهما من تأليف الناقد الأمريكي هارولد بلوم، نظرية لا نقدية لكريستوفر نوريس، سبع ليال لبورخيس، وكذلك كتاب بورخيس: يوم عادي في بيونس آيرس؛ وهو عبارة عن مذكرات بورخيس كتبها ويليس بارنستون، الحادي عشر من أيلول لنعوم تشومسكي، ادفنوني واقفاً لإيزابيل فونسيكا، ساعة حياة لويليس بارنستون، وفن الكتابة تعاليم الشعراء الصينيين...وغيرها الكثير. بكل هذا النتاج الثر، قال عابد إسماعيل كلمته الشعرية، وحجز مكانه ما، على مساحة الشعر السوري الجديد في سورية، ونقرأ له اليوم في زاوية ديوان الشعر السوري الجديد: - صوت لا تنزل من الصورة تمهّل قليلاً خطواتُكَ التي غادرت البيتَ تعودُ، مع الرّيحِ، وتحتلّ العتبةَ نظرتُكَ المائلةُ تقسطُ كالسّهمِ على الجالسِ وتتركُ ثقباً في الكفِّ آلامُك تصعدُ من مبخرةِ الكاهنِ وتصنعُ صيفاً من مسامير لا تنزل من الصّورةِ ودعني أحدّقُ بكَ دع البابَ يُفتَحُ والمفتاحَ يلمعُ في قفلِ الباب: الضيفُ الأبيضُ الذي مرّ من هنا، محاهُ الدربُ. 3- صوت لي صوتٌ يشقّ الماءَ بعصا الغفلةِ وموعدٌ يوقظُ النهارَ على كفّ غريقٍ لا مرئيٌ أنا مثل ريحٍ تهبّ أو سماءٍ تسقطُ في الكأسِ صداي يدلّ عليّ أسفي النابتُ كالعشبِ حزني اللاّمع كجرسِ الماء. 35- صوت لماذا لا تسكتُ هذه الحياةُ النابحةُ التي رميتَ لها عظمةَ حياتِكَ ؟ لا تسكُتُ حياتُك التي تهرع إليكَ كألفِ كلبٍ ينبحُ. 80- صوت المرأةُ التي علقتُها في أعلى برميلِ الماءِ لن تصنعَ مغسلةً لكنها تكفي لأن تخدعَ الشمسَ وترميها في غياهب قصيدتي «من مجموعة alraee67@gmail.com"سراب» alraee67@gmail.com">لمعُ alraee67@gmail.com"سراب» alraee67@gmail.com |
|