|
ثقــــــــــــــافة
لكن كل لقاء كان وسع زمن لاحدود له... وفي كل لقاء كان باسم ينضو عن روحه بعض أستارها, فيكتفي بالإصغاء أكثر ممايتكلم, وكان يحرص على متابعة مكل كلمة, أو نظرة أو إيماءة لكأنه يحاول قراءتنا جميعاً قبل أن يكتب نصه, أعني قبل أن يقول كلمته التي يرى أنها يجب أن تقال. وأضاف: لباسم الذي يسمعني الآن, لابد أنه يسمعني كما أراه بيننا وهو يرف كطائر من نور, لروحه التي لم تغادرنا, ليس ثمة مايقال غير نمّ أيها الزميل والأديب مطمئناً فلم يكن في القلب غير الحب بك وغير الإيمان بك مثقفاً وطنياً أصيلاً, نمّ هانئاً فسورية التي أجببت ودافعت عن الفقراء والكادحين فيها, تنهض إلى الصباحات التي تليق بها، تنتصر. بدوره الأديب محمد حديفي قال في كلمته (وللشاعر محرابه أيضاً) يروى أنا الشاعر الفرنسي بودلير كان يسير في أحد شوارع المدينة فوجد صديقاً له يقف مع إمرأة جميلة ويتبادلان حديثاً لم يسمع منه شيئاً ولكن بودلير شغف بهذه المرأة وتعلق بها من النظرة الأولى. في تلك الفترة شرع بودلير لكتابة كل يوم قصيدة ووجهها إلى المرأة وكل ذلك دون أن تدري المرأة بما يتفاعل في أعماقه, وكان بودلير حريصاً ألا تعرف إسمه... إلى أن عرفت المرأة بإسم الشاعر من خلال صديقهما المشترك الذي كشف حقيقة بودلير... وفي فجر اليوم التالي سمع بودلير طرقة خفيفة على بابه وحين فتح الباب وجدها بكامل حضورها وأناقتها فقال لها: لقد قتلتني وقتلتِ الشعر. |
|