تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الاستثمارالخاسر

نافذة على حدث
الثلاثاء9-2-2016
عبد الحليم سعود

لم يعد الخلاف حول وحشية وخطورة تنظيم داعش الإرهابي، قياساً بالفظائع والانتهاكات والمجازر المروعة المسجلة باسمه خلال السنوات القليلة الماضية، وبالنظر إلى سرعة انتشار أفكاره الشاذة والمريضة، وسرعة توسع رقعة نشاطاته الارهابية حول العالم، وسرعة جذبه للمجرمين والقتلة والمتطرفين من كل حدب وصوب، فهذه الأمور باتت حقائق ساطعة تطرح الكثير من التساؤلات حول تواطؤ دول وجهات عديدة واستثمارها في مجال الارهاب.

لكن ما يفوق خطورة داعش هو سعي بعض الدول الداعشية مثل السعودية وتركيا وقطر لاستثمار هذه الظاهرة اللقيطة لتحقيق بعض المكاسب السياسية وتسوّل بعض الحضور والنفوذ الإقليمي، فادعاء محاربة التنظيم لم يعد ينطلي على أحد، والتعاطي مع الإرهابيين كأنماط مختلفة بينها المعتدل والمتطرف..إلخ باتت بروباغندا مكشوفة لا تحقق أغراضها، والجميع يدرك أن السياسات والسلوكيات الرعناء والتصريحات الحمقاء للمسؤولين السعوديين والأتراك قد أسهمت بتأجيج نيران العنف والإرهاب في المنطقة بشهادة الأميركان والأوروبيين.‏

من أهم نتائج الانتصارات الباهرة للجيش العربي السوري وحلفائه على جبهة حلب، هو سقوط العديد من الأكاذيب التي روجها الإعلام المضلل حول وجود فوارق بين الجماعات المسلحة المقاتلة في سورية، فانصهار داعش وما يسمى «الجبهة الشامية» في بوتقة إرهابية واحدة لتفادي السقوط النهائي أسقط هذه الأكاذيب وفندها، في حين ترجمت الهستيريا التركية والسعودية جراء هذه الانتصارات إحساساً مشتركاً بحجم الإحباط والفشل، ولن يتأخر الطرفان حتى يدركا أن اللعبة شارفت على الانتهاء، وليس أمامهما سوى الإقرار بالهزيمة..؟!‏

تفكير السعودية بإرسال قوات برية إلى سورية لتغيير الوقائع الميدانية لصالح داعشيها، هو أقرب إلى نكتة سياسية في ظل المعطيات الحالية، يقول مسؤول إيراني رفيع، أما إذا تعد التهور السياسي مرحلة التفكير إلى ارتكاب حماقات ومغامرات جنونية ـ وهذا من طبع آل سعود ـ فثمة «صناديق خشبية» كثيرة على عدد من سوف يتم إرساله، يقول المعلم عميد الدبلوماسية السورية، فالسوريون لن يقبلوا أن تدنّس أرضهم المقدسة ببقايا الارهاب، وهم الذين عمدوها بدماء مباركة وطاهرة وزكية..!!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية