تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مناورة مكشوفة

حدث وتعليق
الثلاثاء 9-2-2016
فاتن حسن عادله

لطالما كانت منطقة الشرق الأوسط الهدف القديم المتجدد للغرب المنقاد أميركياً، الذي كان ولا يزال يسعى لزرع الفوضى بين دوله عبر أدواته الإرهابية لأهداف باتت غنية عن التعريف، فإن ما يراق من دماء في المنطقة ومنها سورية تشكل الجزء الأهم من أهدافه تلك.

دخول روسيا على خط مكافحة الإرهاب في سورية أمر لم يستسغه المتآمرون لأن موسكو لم تجار الناتو في حساباته وأطماعه التفتيتية وسيناريوهاته التدميرية التي تستهدف سورية وشعبها، وما نار تصريحات الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ وزعمه بأن التوتر في المنطقة ناجم عن الوجود الروسي إلا دليل على مدى تخبط وجنون أقطاب التآمر بعد أن بلغ حده.‏

التأثير الفعلي والمباشر للعمليات العسكرية الروسية ضد الإرهاب مقابل إخفاق «التحالف الأميركي» هو من فجر إناء الناتو وجعله ينضح بما فيه من حقد وكيد، بل وصل حد التحالف مع الإرهابيين والتستر عليهم، ليغدو الزعم دليلاً على التورط بدعم الإرهاب.‏

ولأن الوقت قد نفد والصبر بلغ الحد كان لا بد من تسمية الأشياء بمسمياتها ووضع النقاط على الحروف، ليضع الروسي الناتو الأميركي المتآمر على المحك، عندما أكد بكل وضوح أن تصاعد التوتر حول سورية ناتج عن أنشطة حلف الناتو الرعناء التي أغرقت الشرق الأوسط في الفوضى.‏

حرب على المكشوف بدأت بين قطبي العالم الروسي الساعي للأمن والاستقرار في سورية والمنطقة، والأميركي الزارع للفوضى فيها، وما رفض أميركا ودول الغرب اقتراح موسكو إنشاء مركز استشاري لتنسيق العمليات ضد الإرهاب في سورية إلا دليل يضاف إلى ما سبقه من نفاق من يدّعون السعي لإيجاد حلول للأزمة في سورية، وإن تخفّوا وراء التصريحات والتباكي، فالطاولات المتنقلة والتأجيل المستمر والترحيل المقصود تفند ذلك، وما حصل في جنيف لا يحتاج إلى برهان وما هو إلا محاولة كر وفر جديدة لحفظ ماء وجوههم القذرة.‏

أميركا غادرة، والتعاون لمكافحة الإرهاب في سورية آخر ما تفكر به، وما سمته حلفها الدولي لمكافحة الإرهاب في سورية الذي لم يسهم إلاّ بتوسيع رقعة الإرهابيين يكشف الزيف الذي يحاولون إيهام الآخرين فيه.‏

مناورة الناتو تلك مكشوفة كما هي ألاعيبه والادعاء بالحرص والخوف على الشعب السوري والاستثمار فيه لم يعد ينفع، فالوقت خذل المدّعين وآلة الحياة في سورية تزهر ربيع نصر قادم.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية