|
البقعة الساخنة ميركل ومن قبلها السعودية، ومن بعدهما أردوغان وكل ما ملكت أيمان واشنطن، كلهم جملة وتفصيلاً.. باتوا أبطال التصريحات الإعلامية، بكل تدرجاتها، من القلق حتى التلويح بالغزو المباشر مع اقتراب الجيش من إحكام سيطرته على مدينة حلب، وكأنه يطبق سيطرته على أنفاسهم السياسية، والغريب بالأمر أن عدوى التصريحات انتقلت أيضاً الى المجالس الأممية التي باتت هي الأخرى تهدد بفتح الملفات الإنسانية، وملفات المعتقلين، ويبدو أن التصعيد قد يستدرجهم لاستيراد ملفات خلبية من بلدان أخرى - ليس مهماً_ فالمهم هو اشتراكهم في حملة (حلب خرجت من يدهم). نعم، حلب خرجت من سيطرة الإرهاب، ما خلق كل هذا الرهاب من أكبر الرؤوس في البيت الأبيض، إلى أصغر مرتزق وداعشي في الميدان السوري، ما يعني أن العد العكسي لحل الأزمة في سورية بدأ، ولم تعد تنفع طاولاتهم السياسية ولا مقامراتهم الميدانية. خسارة المنطقة الشمالية في سورية، وإغلاق أبواب الإرهاب الأردوغانية لا يعني فقط بداية تعافي الجغرافية السورية، بل له إسقاطات أخرى على الخريطة السياسية العالمية.. فهو سقوط مدوٍ لمشروع الشرق الأوسط الجديد الأميركي، ونكسة للقطبية الأحادية الاميركية، وهو ذوبان تحالفات كبرى، وخلق لتوازنات أخرى. هو الكثير الكثير من معادلات تبدأ من تهديد الغرب في حلب ولا تنتهي عند حسم معارك غزو الفضاء. لذلك يحق لأردوغان أن يقلق، ولميركل أن تستصعب المرحلة، وللسعودية ان تجن وتركب الأحصنة الخشبية. |
|