تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


سورية تمسك بمفاتيح الحل

معاً على الطريق
الأحد 29-11-2015
أحمد ضوا

بعد نحو خمس سنوات من الحرب الإرهابية على سورية والتي خطط داعمو التنظيمات الإرهابية تغيير سياستها لتصب في المصلحة الغربية الاسرائيلية،

تكون النتيجة اليوم تعزيز محورية ومركزية سورية في المنطقة ومحيطها الإقليمي بعد الصمود الأسطوري لكل مقومات الدولة السورية، والدور الأبرز للجيش العربي السوري في مكافحة الإرهاب.‏

وفي الوقت نفسه وخلافاً للمخططات الشريرة للدول الداعمة للإرهاب في سورية وعلى رأسها الولايات المتحدة ضد السيد الرئيس بشار الأسد وبعد نحو خمس سنوات، بدأت هذه الدول تدرك صعوبة تحقيق مراميها الشريرة، وتقتنع أيضاً أن الرئيس الأسد هو مفتاح الحل لمشاكل الشرق الأوسط، وأن بدونه لا يمكن وضع أي نهاية للمشكلات الكبيرة التي تعاني منها المنطقة، ويهدد تفاقمها الأمن والاستقرار الدولي وخاصة الأمن الأوروبي.‏

هذه الحقائق لا تنبع فقط من صمود سورية في هذه الحرب الإرهابية وتخطيها القطوع الخطيرة لها على الرغم من أهمية ذلك، وإنما من حنكة وحكمة الرئيس الأسد في تحويل أوراق قوة الخصم إلى مفاتيح بين يديه ورفضه المطلق وبحزم لكل المحاولات التي هدفت إلى تحويل سورية إلى دولة بلا دور ولا هدف، الأمر الذي أعطى نتائجه في مراحل الحسم، حيث انعكس هذا الصمود الأسطوري إيجاباً في قوة ومناعة الدولة السورية وأعطاها مفاتيح جديدة تضاف إلى ما لديها، الأمر الذي جعل أنظار العالم تتجه إليها من جديد بعد فشل كل محاولات إزالتها عن الوجود.‏

فسورية التي اعتقد جهلاء هذا العصر بتاريخها وحضارتها وموقعها الجيوسياسي أنهم قادرون على إزالتها استطاعت تغيير من أراد تغييرها، ومن رحم هذه الحرب القذرة التي ضمنت الانتصار فيها تمكنت بتحالفاتها من نسج عالم جديد ذهبت فيه الهيمنة الأميركية إلى غير رجعة.‏

رغم كل هذه الحقائق والتي اعترف بها العدو قبل الصديق، لا تزال هناك بعض الدول الغربية تكابر في الاعتراف بهذا الواقع وبعملها تفقد السبق «الذي سجلته الحكومة الفرنسية عبر وزير خارجيتها لوران فابيوس الذي أقر بدور الجيش العربي السوري في مكافحة الإرهاب» كما تعرض أمنها للخطر بفعل ارتداد الإرهاب الذي دعمته طوال السنوات الخمس الماضية عليها.‏

إن إدراك الدول التي انخرطت في الحرب الإرهابية على سورية «وخاصة الأوروبية» بفشل هذه الحرب بتحقيق أهدافها الأساسية والدور السوري القوي والفعال في المنطقة والمفاتيح العديدة بيد الرئيس الأسد لحل مشاكلها يجنبها الكثير من عواقب سياستها الخاطئة وارتداد الإرهاب على مواطنيها، والمكابرة في الاعتراف بالخطأ والفشل سيجعلها عرضة للأخطار الإرهابية .‏

إن من لم يستوعب بعد «التكويعة الفرنسية» ما عليه إلا سؤال «فابيوس» الذي كان من غلاة المعادين لسورية ورئيسها عن أسرارها ودوافعها .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية