تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


رَدّ الطعن التركي

حدث وتعليق
الأحد 29-11-2015
عائدة عم علي

لطالما تسيطر العنجهية والغرور على عقل الحاكم وتوازنه التحليلي يصبح من الصعب كبح جماح غرائزه وعندها تصبح تحركات الطامحين إلى إرساء كيانهم الذاتي توازي طموحهم السلطاني باستعادة الأمجاد البائدة، ولكن كيف وإن قرأ السلاطين الجدد تاريخ سلاطينهم عندها يدركون إلى أي منقلب هم سائرون.

العنترية التركية فشلت بعد إسقاط الطائرة الروسية، ولم يبق لأردوغان سوق ما يبرر فعلته، بعد صعوبة تصديق نسج خيوط الرواية التركية لما فيها من الخيال يفوق روايات الدراما الأردوغانية.‏

وما زاد في طين التورط التركي بلّة، أن الغضب الروسي جعل تركيا تخسر عشرات أضعاف خسارتها من أرباح النفط الداعشي المسروق من سورية والأهم ما اقترفته يد أردوغان من حماقة سياسية وعسكرية استدعت صفعة روسية لتركيا.‏

أردوغان خسر في مغامرته غير المحسوبة وأنزل في حساباته معادلات جديدة زادت من حجم خسائره، ولا سيما بعد القرار الروسي الحازم باستكمال العمليات العسكرية في سورية وبردّ الطعنة التركية في الظهر بضربات مباشرة في أكثر من اتجاه عسكري وسياسي وليس آخرها الاقتصادي.‏

أما تصنيف حكومة أردوغان ووضعها في قائمة داعمي الإرهاب فله تداعياته الحتمية على العلاقات الثنائية كونه يضع أنقرة في خانة الأعداء، وهذا ما دفع الكرملين من رفع سقف المواجهة إلى الحدّ الأعلى بعد تجاوز الرئيس التركي حدود اللعبة جراء أدائه اللا مسؤول والذي أوصل سياساته الحمقاء إلى حافة الهاوية.‏

إسقاط الطائرة الروسية كشف عن تقاطع المصالح بين واشنطن وأنقرة، فأردوغان يسعى بغروره إلى استعادة أمجاد العثمنة التي تدغدغ أحلامه، وهو ما جعله يعتقد أن بمقدوره مواجهة دولة عظمى، ومن ثم الإسراع إلى الاختباء خلف «الناتو» دون أن يدري أنه ليس أكثر من لعبة دولية قائمة على المسرح السوري وتُدار من خلف الكواليس الأميركية بهدف إفشال المهمة الروسية في محاربة الإرهاب.‏

الرئيس التركي الذي لم يعد لديه أوراق يستفيد منها لوقف ما يحصل على حدوده.. هاهو الحالم بالسلطنة، وخلفه من أَمَره بالاعتداء سيجد نفسه خاسراً في الميدان بما يفاقم خسارته في السياسة ولن يجد «الأطلسي» لينقذه من الحفرة التي سقط بها ليكون الصدام ومعركة كسر العظم في شام المقاومة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية