|
الصفحة الاولى بدأت بعض الدول المتضررة من سياساتها الخاطئة الاستفاقة بالتدريج، والعودة إلى مراجعة القراءة السورية التي حذرت مرارا وتكرارا من الارتداد الحتمي للإرهاب، وآمال تلك الدول معلقة اليوم على الجانب الروسي لتخليصهم من المستنقع الذي أوقعوا أنفسهم به، والتكويعة الفرنسية باتجاه الاعتراف بأهمية دور الجيش العربي السوري في محاربة داعش ربما ستكون بمثابة حجر الدومينو لباقي الدول. الصحوة الفرنسية المتأخرة ستكون أمام اختبارين مهمين، هما ترجمة الأقوال إلى أفعال، من خلال دعم الجيش العربي السوري باعتباره القوة الوحيدة التي تحارب الإرهاب على الأرض، والصمود أمام الضغوط الأميركية والبريطانية والألمانية الساعية لثني الجانب الفرنسي عن التعاون مع روسيا، ومنعه من التغريد خارج سرب «التحالف الأميركي»، والذي يصر بعض أقطابه على المكابرة، رغم أن الاستمرار في رهانهم على الإرهاب سيصيبهم في مقتل. هناك من يحاول التعلم من الأخطاء، ولكن ثمة آخرين لا يجيدون القراءة في الأصل، كحال نظام أردوغان، ومشيخات النفط والغاز المصابين بالعمى السياسي والأخلاقي، واللاهثين لاستكمال المشروع الصهيو أميركي الهادف لتقسيم المنطقة، وتدمير تراثها وحضارتها، فجميعهم يستميتون في حماية إرهابيي داعش، ويقدمون لهم كل وسائل الديمومة والبقاء، ويصرون على تقويض مبادرات الحل السياسي في سورية، خوفا من تداعياته على مستقبل كراسيهم وعروشهم، وجميعهم يتشبث بالذيل الصهيوني لمحاولة تقوية شريان تنفسه السياسي. الإرهاب الدولي المنظم الذي تقوده الولايات المتحدة ضد سورية، يأخذ بعدا آخر، مع إحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يصادف اليوم، حيث شكلت سورية الملاذ الآمن للشعب الفلسطيني، والحاضن الأساسي لمقاومته المشروعة، فكان المطلوب أميركيا وغربيا الإجهاز على القضية الفلسطينية عبر البوابة السورية باعتبارها رأس الهرم المقاوم، وبدل أن ينبري الأعراب للدفاع عن الفلسطينيين، كانوا خنجرا مسموما في صدورهم، وأدوات صهيونية لتعزيز وجود الكيان الغاصب في قلب الأمة، ولن نستغرب أن يشطبوا قبل موعد الذكرى القادم اسم فلسطين عن الخارطة، وإحلال «إسرائيل» مكانها كما فعلت مشيخة قطر، فالإمارات غرست خنجرها بقبولها افتتاح ممثلية دبلوماسية للكيان الصهيوني على أراضيها، والحبل على الجرار..!!. |
|