|
الثورة- رصد وتحليل ومخططات التقسيم والاقتطاع الاحتلالي من صان الحقوق المشروعة بدحر الإرهاب وحفظ وحدة الأرض السورية، ووحده ثبات أهالي حلب الذين تعرضوا لأعتى هجمة تركية إرهابية تستهدف فصل عرى ترابطهم مع وطنهم الأم من ضرب أروع الأمثلة في الصمود الأسطوري والتلاحم مع القيادة والجيش الوطني، ما نسف المشاريع الاستعمارية، وأجهض المؤامرات التركية في مخدعها الشيطاني. فما تعكسه تداعيات الانتصار في حلب ترجّح تسريع عملية تحرير ما تبقى من مناطق سورية تحت سيطرة الإرهاب ومشغليه في الشمال السوري كاملاً، ويفتح الطريق لاستكمال تطهير إدلب وأريافها من الإرهاب وإغلاق بوابة الإرهاب الشمالية التي يستغلها النظام التركي لضخ المزيد من الإرهاب لتنفيذ أجنداته العدوانية. فالمعطيات الميدانية الحالية بعد تحرير مدينة حلب توضح وتدل على عدة مؤشرات مستقبلية تحسم موضوع استكمال التحرير وتوضح تآكل الهيكلية الإرهابية وأبرز هذه الدلالات: أولاً- انهيار معنويات الإرهابيين وزيادة الخلافات والانقسامات وتراشق الاتهامات والتناحر في ما بينهم. ثانياً- تقهقر الإرهابيين وضعف قدرتهم على مواصلة القتال انطلاقاً من أن أملهم في تحقيق المكاسب الميدانية قد تلاشى، وأنه لن يكون بمقدورهم الصمود أمام الجيش العربي السوري وحلفائه، ولهذا فقدوا الأمل في تحقيق أهداف مشغليهم التي سعوا إليها منذ بداية حربهم الإرهابية ولا سيما بعد الاختلال الكبير في موازين القوى في غير مصلحتهم بعد امتلاك الدولة السورية مفاتيح الحسم واستلامها زمام الإنجاز في كل المعارك التي خاضتها، وتراجع الدول الداعمة لهم على مواصلة دعمها وتخليها عنهم بعد أن تبين لها أن مخططاتها الاستعمارية مصيرها الفشل. ثالثاً- تداعيات فشل الحرب الإرهابية في تحقيق أهدافها بدأت تظهر نتائجها في قلب هذه الدول الداعمة للإرهاب من خلال التفجيرات الإرهابية التي حدثت في العديد من المدن الغربية والتركية والمرشحة إلى التصاعد مع عودة العناصر الإرهابية الهاربة من ميدان القتال في سورية إلى هذه الدول. رابعاً- الارتفاع الكبير في معنويات الجيش العربي السوري والقوى الحليفة له في مقابل انهيار معنويات الإرهابيين ما سيكون له أثره المهم على مسار القتال في الميدان لتحرير ما تبقى من مناطق تحت سيطرة الإرهابيين. خامساً- إن المناطق المتبقية تحت سيطرة الإرهابيين هي أقل مساحة وأقل وعورة وصعوبة من المناطق التي حررها الجيش العربي السوري في المرحلة السابقة. سادساً- الاختلال الكبير في موازين القوى لمصلحة الجيش العربي السوري وحلفائه في ظل عدم قدرة الدول الداعمة للإرهابيين على تغيير هذه الموازين نتيجة الحضور العسكري الروسي الذي فرض توازناً عسكرياً إستراتيجياً في مواجهة القوة الأميركية وأذنابها الغربيين. سابعاً- هزيمة الإرهابيين في أرياف حلب وغياب أي أفق لهم في تحقيق أهدافهم وتراجع قدراتهم واختلال موازين القوى لمصلحة الجيش العربي السوري أرسل رسائله الميدانية إلى الإرهابيين في بقية مناطق الشمال وحتى في الجزيرة أن اندحارهم محتوم. ثامناً- لن يكون في مقدور الدول الغربية تبرير استمرار دعمها للقوى الإرهابية المتبقية والتي سيواجهها الجيش العربي السوري وحلفاؤه، لأن هذه القوى هي ما تبقى من تنظيم داعش وفصائل جبهة النصرة وأحرار الشام الإرهابية وهي تنظيمات مصنفة من مجلس الأمن والأمم المتحدة باعتبارها تنظيمات إرهابية. انطلاقاً من هذه العوامل المذكورة يمكن القول: إن الحديث عن إمكانية إدامة الحرب الإرهابية لمواصلة استنزاف سورية باتت ضعيفة، وإن الجيش العربي السوري وبدعم من حلفائه سيكون قادراً على تحرير ما تبقى من مناطق بسرعة كبيرة، وإن عام 2020 سيكون على الأرجح عام إعلان انتصار سورية وحلف المقاومة على الحرب الإرهابية التكفيرية العالمية. |
|