تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عناويــن المعــارض

رؤية
الأحد 23-2-2020
أديب مخزوم

ثمة ظاهرة جديدة بدأت تطفو على سطح الواقع الثقافي، وتتمثل في عناوين المعارض الجماعية والفردية، التي تأخذ في أكثر الأحيان صفة عامة، والذي يكرس هذه الظاهرة، أن أصحابها، يصرون على أن يكون عنوان المعرض بكلمة، بدلاً من جملة، حتى إن إحدى الفنانات قالت لي:

لماذا لاتختصر عنوان معرضك «بكائيات الحرب والأقنعة والانبعاث الجديد» بكلمة .. مع العلم أن اختصاره سيدخله في العموميات، بدلاً من الخصوصيات ..‏

من قال لكم إن العنوان يجب أن يكون بكلمة ، وهل تدفعون ضريبة أو رسوما على عدد الكلمات .. فمعظم عناوين المعارض، التي تختصر بكلمة، تدخل في إشكالية أنها تنطبق على أي معرض، في كل زمان ومكان، أكان لأعمال كلاسيكية أو انطباعية أو تجريدية، مروراَ بكل الاتجاهات الفنية الحديثة ..‏

وهذه الظاهرة تتفاقم يوماً بعد آخر، بغياب الثقافة الفنية عند معظم الذين يكرسونها، وأحاديثهم الصحافية، تكشف طغيان تأويلاتهم الأدبية لتلك العناوين، وغياب التأويلات التشكيلية والبصرية، فلغة الأدب والصحافة لها فرسانها، ولكنها تختلف عن لغة الفنان والناقد التشكيلي، ولهذا هناك ناقد أدبي وناقد موسيقي وناقد تشكيلي مروراً بكل صنوف الإبداع، ولكل صنف ثقافته الخاصة ولغته النقدية، وأهمية الناقد تكمن في مدى قدرته على التحليل ضمن الإطار النقدي التخصصي، بعيداً عن التضليل والافتعال والكلام السطحي والمجاني والعام ..‏

وثمة جدل دائر منذ عقود يتركز حول أسباب تدني مستوى الحساسية البصرية عند الجمهور، وارتفاع وتيرة الاهتمام بالفنون المشهدية والسمعية والخطابية والتقريرية.‏

واختصارا يمكن القول: إن غياب الثقافة البصرية الحديثة، عن معظم مايكتب في الفن التشكيلي، هو المسؤول الأول عن عدم قدرة المتلقي على الدخول في عوالم وجماليات اللوحة والمنحوتة الحديثة، كما أن المناهج التعليمية عندنا تركز على الجوانب النظرية والتاريخية في الفن، وتهمل المنطلقات الجمالية الحديثة، التي تنمي الحساسية البصرية والروحية .‏

facebook.com adib.makhzoum‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية