تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الرواية اليابانية «عار في السلالة» مرثية عالم يتهالك

فضاءات ثقافية
الأحد 2-6-2013
تعد رواية «عار في السلالة» للروائي الياباني تيتسويو هيبورا (ترجمة فادي الطفيلي) من الأعمال الروائية الخالدة في الأدب الياباني، التي أسست لشهرة هذا الروائي وانتشاره الواسع،

نظراً لقدرتها على دمج السيرة الذاتية للكاتب بسيرة الواقع الياباني في مرحلة ما بعد الحرب العالمية، بلغة سردية حكائية تتسم بالشاعرية والتكثيف الحسي واللغوي، والقدرة على استكشاف الأعماق الحزينة والجريحة لكائناته الإنسانية، باعتبارها صورة مصغرة للواقع الياباني العام بأزماته ومشاكله التي انعكست على خيارات شخصيات الرواية وأقدارها المأساوية الغريبة.‏

تدور أحداث الرواية بين الريف الياباني والعاصمة طوكيو، في حين تنتمي شخصيات الرواية إلى منبتها الريفي، بينما ترتبط علاقتها بطوكيو بسبب الدراسة والعمل، الأمر الذي يجعل تلك الشخصيات تعيش على هامش المجتمع المديني، عاجزة عن تأمين شروط الحياة اللائقة بها، ما يضطرها للانتقال بين الريف والمدينة، إلا أن مشكلتها الكبرى تكمن في لعنة الأقدار التي تطارد عائلة بطل الرواية، ومن هنا يستمد عنوان الرواية الذي جاء جوابا لمبتدأ محذوف (عار في السلالة) معناه الذي يختزل تجربة بطل الرواية، وعلاقته بأسرته المنكوبة بفجائعها بدءاً من الاختفاء المفاجئ لشقيقيه، وليس انتهاء بانتحار شقيقتيه هرباً مما تعانياه من ضعف كبير في النظر.‏

يعاني بطل الرواية من شعور عميق ومأساوي بالعار الذي تمثله عائلته، بعد أن أقدمت شقيقتاه في أوقات مختلفة على الانتحار، بينما اختفى شقيقاه في ظروف غامضة، فاصبح هو الولد الوحيد لأسرته مع شقيقته الأخرى التي تعاني من ضعف شديد في البصر. يدفع هذا الشعور الحزين بطل الرواية إلى عدم الرغبة في الإنجاب كي لا يظل عار السلالة يلاحقه..‏

تتميز الرواية بتركيزها على الجانب الوجداني في العلاقات الإنسانية والاجتماعية بين شخصيات الرواية ومحيطها العائلي الذي يعكس في شرطه الاجتماعي البائس واقع يابان ما بعد الحرب الكونية الثانية ومآسيها التي خلفتها وراءها، ناهيك عن لعنة الأقدار التي تظل تلاحق عائلة البطل وحياته.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية