تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


درهم ودينار

اقتصاد عربي دولي
الأحد 2-6-2013
مرشد النايف

العراق يقف مجددا أمام المرآة، ليتلمس أين عملت مباضع الفساد في جسده، ومن ثم ليكتشف أو بالأدق ليتعرف ويحسم أمره في انه آن الأوان لتتخلص البلاد من فضيحة الغاز المصاحب الذي يبدد سنويا اقل قليلا من أربعة مليارات دولار،

البلاد في أمسِّ الحاجة إليها، فهي تبني 250 مدرسة و15 الف وحدة سنويا، فضلا عن إمكانية توليد نحوستة آلاف ميغاواط من الكهرباء، في حال إحلال الغاز بدل الديزل في تشغيل محطات توليد الكهرباء.‏

الدراسة الرزينة التي أعدتها أكاديمية العراق للطاقة تتلمس الجرائم التي أثخنت جسد الاقتصاد العراقي إبان الغزو الامريكي للبلاد، والطيب في الدراسة انه يمكن للمرء تلمس جدية رسمية في تحويل الدراسة الى واقع، وهو مانلحظه في تصريحات المسؤولين العراقيين في انهم سيزيدون إنتاجهم النفطي الى نحو النصف بعد عقدين من الزمن.‏

تطبيق المضمون سيشكل نقلة نوعية في قطاع النفط المحلي، فالإفادة من كميات الغاز التي تحرق يومياً في الجنوب، والتي تقدر بأكثر من مليار قدم مكعب، تحتاج إلى استثمارات بحدود 40 مليار دولار فقط، وهي استثمارات عنقودية تعمل على إحراز القيمة المضافة في كل حلقة إنتاج، هي استثمارات من قبيل ان تشتري كيلو القطن بدولار-مثلا- وتبيعه بعد حلجه ونسجه وصبغه ..الخ قميصاً مغلفا بـ12 دولاراً.‏

الاستثمارات إياها ستعود على العراق بنصف تريليون دولار في العشرين عاماً المقبلة، وفوقها «حبة مسك» بنحو 50 مليار دولار من تحويل عمل محطات الكهرباء من الديزل الى الغاز. وامام هذه المكاسب الكبيرة يقول العراقيون: من بمقدوره تحويل الدرهم الى دينار ولايفعل؟؟؟؟.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية