|
مجتمع صعوبات وظروف وأوضاع محزنة نعيشها الآن تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على نفسيتهم وعلى تحصيلهم الدراسي، ومع هذا نجد أبناءنا الطلبة يتصيدون العزيمة والإصرار على متابعة دراستهم وتقديم امتحاناتهم من بحر الحزن والألم المحيط بهم، وهنا يكون دور الأهل في تحصين أبنائهم في وجه هذه الظروف والعناية بهم وتوفير الجو المناسب والمريح خصوصاً في الأيام القليلة قبل بدء الامتحان حيث يعيش الطالب فترة لا يحسد عليها. وللتعرف على دور الأهل في حياة أبنائهم عموماً وفي هذه الفترة خصوصاً كان لنا لقاء مع الأستاذ عبد الحميد محمد ليتحدث لنا عن هذا الدور. يقول عبد الحميد: إن الأسر تضع كل إمكانياتها المادية كي يحقق أبناؤها تحصيلاً جيداً فهم يوفرون لتعليم أبنائهم ولو على حساب طعامهم ولباسهم ظناً منهم بأن أساس التفوق هو توفير المال لأبنائهم للتعلم في معاهد خاصة أو الحصول على ساعات خاصة عند مدرسين متجاهلين بأن لأبنائنا إمكانات وقدرات لا يستطيعون تجاوزها مهما حاولنا وهنا لا ننكر بأن من حق كل الأسر أن ترى أبناءها في عداد المتفوقين حفاظاً على مكانتهم في المجتمع أولاً ورغبتهم في حصول أبنائهم على فرع لائق في الجامعة من ناحية ثانية، وخصوصاً بعد الارتفاع المجنون للمعدلات الجامعية. أما فيما يتعلق بدور الأهل في الفترة التي تسبق الأيام الأولى من تقديم امتحاناتهم هنا يجب على الأهل التصرف بشكل طبيعي مع أبنائهم كالأيام السابقة لأن قلق الأهل ينعكس مباشرةً على الأبناء وهذا يؤدي إلى حالة من التوتر والاضطراب غير المبرر الذي ينعكس سلباً عليهم وعلى تحصيلهم إذ إن الإعداد للامتحان يبدأ من اليوم الأول للعام الدراسي ويستمر على مدار العام ومن يفعل هذا من أبنائنا الطلبة سيصل إلى الامتحان وهو يملك الثقة والقدرة على اجتياز الامتحان اجتيازاً سهلاً ميسراً، أما الضغط على الأبناء في هذه الفترة بالذات وكأن العام الدراسي قد بدأ الآن ففي هذا مخاطرة كبرى ونتائج سلبية على نفسيتهم ودراستهم لأن معظم الأهل يشعرون بأنهم هم من يتقدمون للامتحان وأن النجاح والفشل هو بالنتيجة نجاحهم وفشلهم هم، وفي هذا تجاهل لإمكانات أبنائنا وقدراتهم وزيادة في الضغط النفسي عليهم والذي يجب أن يكون بعيداً عنهم كل البعد في هذه الفترة.. ولعل خوف الأهل له ما يبرره خصوصاً في ظل صعوبة المناهج الدراسية الجديدة وعدم وجود فترة زمنية كافية لبعض المواد في برنامج الامتحان حيث جاء تأكيد وزير التربية السيد هزوان الوز بأن المواد ذات الوزن النوعي الأكبر تمت مراعاتها مقارنة مع باقي المواد مضطرين لنتمكن من البدء بامتحانات الشهادة الثانوية وإصدار نتائجهم مبكراً والبدء بالدورة التكميلية التي ستطبق هذا العام، وجاء كلام سيادة الوزير مطمئناً فيما يتعلق بطبيعة الأسئلة إذ يتم وضعها على أساس مجموعة من المعايير بحيث يحصل كل طالب على الدرجة التي بذل مجهوداً لأجلها مراعين كافة الظروف الراهنة التي يمكن أن تشوش أفكارهم وتركيزهم. وهذا ما أشار إليه السيد عبد الحميد محمد أثناء حديثه قائلاً : نحن نعيش حالة أزمة حقيقية وآثارها ظاهرة للجميع لا يمكن إخفاؤها ومن يدعي انه يستطيع إبعاد أبنائه عن هذه المشاهدات فهو مخطئ لأن من يقود هذه الحرب هي وسائل الإعلام كافة والتي تدخل كل بيت بدون استئذان وتفرض نفسها كضيف ثقيل وتلزمنا بمشاهدتها، هنا من واجب الأهل اختيار المشاهدات الأقل تأثيراً على الأبناء ومتابعتها بحضور الأهل ومناقشتها مع أبنائهم وتخفيف آثارها السلبية على نفسيتهم وضرورة متابعة دراستهم لأن الحياة مستمرة رغم كل شيء. وهنا نؤكد أن اجتهاد الطالب ودراسته هو ما يساعده في التغلب على الصعوبات والتحديات طبعاً في ظل رعاية الأهل وتوجيههم لأبنائهم و تقليص خوفهم وقلقهم خصوصاً مع وجود دورة تكميلية لتكون سفينة النجاة لهم يستفيد منها الناجح بتحسين درجاته ويستفيد منها الراسب في إحدى المواد حيث يستطيع تقديم ثلاث مواد راسبة فقط ولا يمكنه تحسين درجاته أما إذا كان لديه أربع مواد راسبة يعتبر راسباً في السنة ولا يحق له التقدم للدورة التكميلية والأهم هو قدرة أبناء سورية على مواجهة كافة الصعوبات وإكمال مسيرتهم التعليمية وتقديم امتحاناتهم على أمل أن تكون هناك مراعاة حقيقية للطلاب في ظل هذه الظروف من حيث طبيعة الأسئلة التي تم وضعها على اعتبار أن المنهاج دُرس والبرنامج قرر ولا يمكن تغييره. وتبقى إرادة الشعب السوري أكبر من أي تحديات ويبقى الرهان على الأجيال القادمة هو رهان الوطن الرابح. |
|