|
|
مجتمع غداً ترسم الدروب والقاعات الصفية حركة الحياة المتفاعلة والمنفعلة بشغف العمل وإيقاعاته السريعة والمتواترة بفعل الحالة الطارئة التي نشهدها على مدى عامين ويزيد، والتي غيرت الكثير من ملامح حياتنا وعاداتنا و طبيعة انشغالناواهتمامنا بأبنائنا الطلبة. وخاصة في موسم امتحانات الشهادة و التي على ضوئها ترتسم لوحة المستقبل وتحدد الرغبات و الأماني و الطموحات لجيل المستقبل. اليوم وغداً يكتب طلبة سورية من خلال أوراقهم الامتحانية قصة جديدة من قصص الانتصار السوري الذي عمده أباؤهم و أشقاؤهم و أصدقاؤهم بالدماء الزكية، لتبقى كرامة الأبناء مصانة و الوطن عزيزاً منيعاً شامخاً. فكم من طالب اليوم سوف تمتزج دموعه المتساقطة حزنا على من افتقده منذ فترة قصيرة أو طويلة من عمر الأزمة في سورية على حبر الكتابة لتشهد الاجابات بأن نيل الدرجات العليا في وثيقة النجاح المضمونة و حدها تبرد حرارة القلوب النازفة، وتبلسم الجراح، وتهدأ النفوس التي تسكن العلياء بعد أن نذرت نفسها تطوعا و وجداً للأرض الطيبة فكانت استضافتها في السماء.. حيث الأجر والعلياء. طلبة سورية اليوم هم في عين الحدث، في قلب المعركة، معركة الصراع بين حملة سكين الظلمة و قلم النور والمعرفة بين ثقافة الجهل و التعصب وثقافة الانفتاح والتلاقي، و بين الموت والحياة. طلابنا الذين فقدوا الكثير من أماكنهم ومدارسهم و أدوات تعليمهم، وابتعدوا عن أصدقائهم ورفاقهم وزملائهم قسراً وعنوة في العديد من الأماكن، سوف يعيدون من خلال اجتهادهم وتفوقهم وتقدمهم و تحديهم لكل من حاول العبث بمستقبلهم العلمي الواعد الأمل والراحة والهدوء إلى الأرواح المهاجرة، والسكينة إلى القلوب المضطربة، و الطموح إلى العيون المرتقبة. يتهيؤون لإعادة البناء و إعلائه، وزيادة عدد وحداته أكثر مما كان. نتمنى لأجيال الوطن امتحانا موفقا ونجاحاً مؤكداً وفرحة كبيرة ننتظرها قريبا بإذن الله. |
|
