تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ودنت ساعة الصفر...

مجتمع
الأحد 2-6-2013
غانم محمد

هل زاركم كابوس البكالوريا» قبل الامتحان أم أن الموعد حمل معه كل الآمال الممكنة وزرع في بيوتكم الثقة والتحدّي والرغبة بالنجاح والتفوق؟

‏‏

في مثل هذه الأيام من كل سنة تستنفر نصف بيوت سورية تقريباً بالدعاء والانتظار فالموسم هو قطاف التعب والجهد خلال 12 سنة مرّت من الدراسة وعلامة هنا أو هناك تغيّر مستقبل هذا الشاب أو ذاك..‏‏

هكذا هي «البكالوريا» مهما حاولنا أن نتعامل معها ببساطة فلن تكون بسيطة، ومهما صوّرنا سهولتها فإنها تبقى محطة تعب حقيقية للأهل والأبناء، ولكن من غير الصحي والواقعي أن يستلقي هذا التعب في أحضان اليأس..‏‏

السؤال التقليدي خلال الفترة الماضية كان: هل لديكم طالب بكالوريا؟ وإن كان الجواب نعم جاءت الأسئلة اللاحقة: كيف كانت دراسته، هل وضعتم له مدرسين؟ هل تأثّر بالأحداث السياسية والأوضاع الأمنية، هل أنهى المنهاج في مراجعته، ماذا يريد أن يدرس في الجامعة..إلخ.‏‏

من خلال أحاديثنا المتكررة مع الطلاب وأهاليهم نستطيع أن نضع بعض الخطوط العريضة الخاصة بامتحانات الشهادة الثانوية هذا العام والتي تكاد تكون قواسم مشتركة ويأتي في مقدمتها تأثّر معظم الطلاب بالأحوال العامة في سورية وقد شغلت هذه الأحداث جزءاً من وقت الطلاب وأثرّت على تركيزهم بعض الشيء ويقول معظم طلاب البكالوريا إنهم جزء من المشهد العام ولا يمكنهم الانفصال عن هذا المشهد بسهولة فهم بالنهاية ليسوا آلات تلتهم الكتب وحسب..‏‏

النقطة الثانية تركزت حول الشكوى من انقطاع الكهرباء والذي كان في بعض الأحيان أثناء فترة مهمة من فترات مراجعتهم /8-10 مساء/ وليس لدى كل الأسر مولدات كهرباء..‏‏

المسألة الثالثة التي شكا منها الكثيرون هي صعوبة المنهاج الحالي وضخامته والخوف من صعوبة الأسئلة الأمر الذي أرهق الطلاب وحمّلهم فوق طاقتهم على حد تعبير بعضهم...‏‏

النقطة الرابعة والتي أشار إليها البعض هي عدم إنهاء المقررات خلال فترة المدرسة وقال بعضهم إن وحدات كاملة وفي أكثر من مادة لم تُشرَح لهم بسبب تأخّر المدرّسين في إعطائها لأسباب مختلفة.‏‏

النقطة الخامسة والأخيرة تتعلّق بالحالة الاقتصادية لبعض الأهالي والتي حالت دون قدرتهم على رفد أبنائهم بدروس مقوية إضافية بسبب ازدياد متاعب الحياة وغلاء سعر الساعة الخصوصية..‏‏

وعلى الرغم من كل ما تقدّم فإن همّة أبنائنا تبدو على قدر التحدّي وإن أياً منهم لا يضع في ذهنه سوى النجاح بعلامات عالية، ونحن نقول لهم: البكالوريا ليست وحشاً وجميع الطلاب يدخلون الامتحان بـ «صفر» من العلامات وتبقى الساعات القليلة التي يقضيها كل طالب في قاعة الامتحان هي التي تحدد لوحة النجاح القادمة ومدى قيمة هذا النجاح وتميّزه، ويستطيع كل طالب أن يمتلك هذه الثقة إذا كان قد جهّز نفسه نفسياً ودراسياً لهذه المحطة الأهمّ في حياته الدراسية مع أمنياتنا بالنجاح والتوفيق للجميع.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية