تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


دعاوى التمثيل

معاً على الطريق
الأحد 2-6-2013
مصطفى المقداد

تتبدى إحدى معوقات الحل السياسي للأزمة في سورية بتحديد أسماء الوفد المحاور المفترض تعيينه لتمثيل سورية في مؤتمر جنيف 2 , ومدى قدرته على امتلاك عناصر القوة وفقاً للصلاحيات والتفويضات

المخول بها من الجانب الحكومي , إضافة إلى هوية أعضاء الوفد ومرجعياتهم ومعتقداتهم السياسية والجهات والأحزاب التي يمثلونها , ويتناسى المتنطحون لتحديد هذه الحالة القدرة الحقيقية على تمثيل وفد المعارضة المرتقب ومدى قدرته على تمثيل الفئات والمجموعات المتصارعة والمختلفة فيما بينها سياسياً وعسكرياً , واختلاف رعاتها ومرجعياتها الخارجية سواء من جانب الولايات المتحدة الأميركية أو بريطانيا وفرنسا وألمانيا , وصولاً إلى كل من قطر والسعودية وتركيا العاملة كلها بشتى السبل والطرائق على تفشيل وتعطيل أي مسعى للحوار , في ظل التوافق الروسي الأميركي بعد زيارة جون كيري وزير الخارجية الأميركية إلى موسكومؤخراً وما نتج عنها من اعترف وانصياع أميركي على ضرورة التوصل إلى حل الأزمة في سورية عن طريق التفاوض برعاية وضمانة دوليتين في إطار منظمة الأمم المتحدة .‏

إن تحديد أسماء أعضاء الوفد المفاوض الحكومي هو من صلاحيات واختصاص الدولة دون سواها , وهو سيرتكز بالتأكيد إلى الأسس الموضوعية في اختيار ممثلين يعكسون التركيبة الحاكمة بتفاصيلها , وهو لن يكون بأي حال من الأحوال صورة للمعارضة حتى وإن كان لها وزراء وممثلون في الحكومة الحالية , أما المشكلة التي يعيشها أصحاب المخطط التآمري فهي في العجز عن اختيار ممثلين للمعارضة في الداخل والخارج تمتلك القدرة على إقناع الشارع المعارض بمن فيهم المجموعات المسلحة والإرهابية الرافضة لكل شكل من أشكال الحوار , والماضية في تنفيذ عملياتها الإرهابية والتخريبية باعتبارها الهدف الوحيد لوجودها , الأمر الذي سيشكل العقبة الحقيقية أمام الرعاة الدوليين وخاصة الولايات المتحدة الأميركية التي لن تستطيع فرض إرادتها على الكثير من حلفائها ممن مولتهم بالمال والسلاح رغبة في هدف لم يتحقق , وليس ثمة أمل يرتجى من تحقيقه بأي وسيلة عسكرية مهما كان حجم الدعم المقدم .‏

إن مشكلة تحديد أسماء الأعضاء المشاركين في المؤتمر المرتقب لا تشكل أدنى عقدة أمام الحكومة أبداً ,لكنها الذريعة المستخدمة من جانب رافضي الحوار المتمترسين خلف أوهامهم وبطولات مجموعاتهم التخريبية المزعومة , مضحين بدماء السوريين , مترقبين وعوداً لا يعرفونها إلا في أحلامهم التي ترى سورية كتلة من الدمار والخراب يتربعون على جثث قتلاهم غير عابئين بسيادة وطنهم وصاغرين أمام غطرسة المحتل والمستعمر .‏

هذه الصورة يدركها الرعاة الدوليون بدقة , لكن الروس يعترفون بها في حين يرفضها الأميركيون ويسعون للاتفاف عليها , منتظرين نتائج الحسم العسكري على الأرض في المعارك العبثية , تلك المعارك التي تجلب لهم الخسران تلو الخسران , فتضيع جهودهم في المكان الخطأ , وفي الزمان الخطأ , ولن يكون لهم في النهاية إلا الرضوخ لمشيئة الشعب السوري الذي قدم أروع أشكال الصمود خلال فترة الأزمة مؤكداً عزمه وقدرته على تجاوزها موحداً سيداً.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية