|
الأحد 2-6-2013 وليس غريبا التفافك بالإيمان حين مؤامراتهم ملتفة بخيوط العنكبوت التي تحمل خلاصات عصورهم المنحدرة إلى الهاوية وبئس المصير. لهذا كان كلام الرئيس بشار الأسد على محطة تلفزيون المنار سيد الكلام، والبوصلة التي تحدد الاتجاهات، لأن ثقته بسورية وجيشها وشعبها لا تهزه خزعبلات الواقفين على أبواب سادة شياطين الكون يستجدون مكانا لهم يحفظ ماء الوجه في مؤتمر «جنيف2 «، فالقول الصراح للرئيس الأسد كان واضحا حين القول: «...إن فشل جنيف2 لن يغير كثيرا من الواقع على الأرض في سورية « مضيفا : « إن تزايد وعي الشعب ودعمه للقوات السورية هو من غير المعادلة على الأرض». إن مضمون الكلام يبدو جليا وواضحا، فسورية الواقفة في وجه العدو الصهيوني منذ أربع وستين عاما، الحاملة بأمانة قضية الصراع العربي الإسرائيلي، والمؤيدة بشكل مطلق للمقاومة في لبنان وفلسطين ولكل مجريات النضال القومي على الساحات العربية، لم تتغير قناعاتها القومية والعربية ولم تتبدل، وبقيت الرغم من كل الظروف العصيبة والمؤامرات الدخيلة قابضة على الجمر، ملتفة بعماماتها البيضاء وقدراتها المتمكنة من تسجيل النصر تلو النصر، وواثقة بكفاءة قيادتها التي لم ترتهن لدخيل أو غريب، ولم تعتمد شراء الضمائر والقلوب، بحيث لم تطرح قناعاتها الوطنية وتاريخها العربي النضالي للمزايدات في سوق النخاسة كما يفعل الكثيرون من الحكام العرب، الذين باعوا فلسطين ومصر وتونس وليبيا واليمن والصومال والسودان، ولاحقا ما تبقى، وخربوا لبنان وأوقعوه في التجاذبات المذهبية اللعينة، وحالة انعدام الجاذبية التي أوصلت نواب الشعب النجب إلى مخالفة القوانين بالتجديد والتمديد، وما يتبعها من نحر للحرية والديموقراطية التي انسرحت زمنا، كما يقولون، في دوائرنا المهترئة، هذه الحرية التي كانت مجلوة في مقامات الحسد من الجاهلين، الذين لا يعرفون تطبيق القيم السياسية والحقوق الوطنية للناس، التي تجعل من الوطن.. دولة قادرة ومقتدرة. فما أحوجنا في هذه الظروف إلى مواصلة السعي من أجل إعزاز هذه الأمة العربية، التي تتهاوى من ضربات السوء والعمالة والخيانة المنظمة، والخطوة الأولى تبدأ في دعم سورية في معركتها النضالية، سورية النبض العربي واللغة القومية وأبجدية الكرامات المتحركة باتجاه فلسطين المغتصبة، ونصيرة المقاومة الرافعة على أسنة رماحها بيارق النصر المظفر دائما وأبدا، مهما اشتد الحصار من الغلاة والمرتهنين، الذين رموا نار حقدهم على مراحات ساحاتها الممتلئة ببوح السماوات السبع وغماماتها المضفورة بأناشيد النصر والانتصار في زمن الردة والفجور، لأن الصمود في وجه الباطل والتصدي لكل من طمس ويطمس حقائق تاريخنا المجيد، عبر خطط ممنهجة ومدروسة، هو فعل وطني قومي بامتياز، لأن التصدي لكل من عمل ويعمل على تقسيم الشعوب العربية وفرزها بين مؤيد ومعارض، هو المنطق الحكيم المدجج بالصواب والرؤى الثاقبة، خصوصا في الوقت الذي نحتاج فيه إلى تضافر الجهود كلها، وإلى تجميع الثروات العربية كلها في خزائن واحدة، من أجل فرض القوة العربية المتماهية مع الشجاعة والنبل، والشهامة والقيم، والمبادئ الأخلاقية الحميدة، وذلك بهدف الانصياع للقول الكريم: «كنتم خير أمة أخرجت للناس». فهل يجوز بعد اليوم، والوطن العربي يبدو واقفا على خطوط النار من محيطه إلى الخليج، محاسبة سورية على مواقفها الدفاعية في القصير وحلب ودير الزور ودرعا وريف دمشق وغيرها من المدن والبلدات السورية التي انتهكتها العصابات التكفيرية الشعبوية، المجمعة من جميع أنحاء العالم بهدف نحر سورية على مذبح كرامة أهلها؟ ثم هل يجوز، حين تأخذ المقاومة في حزب الله قرارها بمساندة الشقيقة سورية في معركتها الفاصلة في القصير، أن ترتفع الأصوات النشاز لتدين هذا الفعل الوطني المقاوم، على الرغم من ضريبة الدم التي تروي الأرض السورية براحة ضمير، وأين الحقيقة في التعرض للمقاومة بكل تلك الافتراءات الخبيثة التي ترفع اليوم شعارات النأي بالنفس التي استهلكوها سابقا، حين أرسلوا عصاباتهم المسلحة إلى تلكلخ وحمص وحماة ودرعا، وحين ما زالت المساومات قائمة على خطف الزوار اللبنانيين وحجزهم في إعزاز، وحين أتحفونا باستقبال بواخر السلاح من «لطف الله 1» إلى «لطف الله 2»، وحين بعض نوابهم الممدد لهم حاليا، والذين يستحقون رفع الحصانة ومحاكمتهم، بسبب تعرضهم الدائم لمؤسسة الجيش اللبناني بالسباب والشتائم التي يعاقب عليها القانون، وبسبب اسقاطهم قرار الحكومة اللبنانية الذي اعتمد سياسة النأي بالنفس بخصوص ما تتعرض له سورية من حرب كونية تطول شراراتها الدول المحيطة بها وفي الطليعة لبنان، الشقيق الأقرب، وبسبب عدم التزامهم بالمعاهدات الأمنية الموقعة بين لبنان وسورية، كل هذه المواقف المخالفة تماما للقانون اللبناني والسوري والعربي والدولي تلزم المسؤولين في لبنان بالموافقة على دعم قرار المقاومة الفاعل والشريف القائم على مساندة القوات السورية في معركتها القومية، التي تتصدى من خلالها لكل اعداء الأمة الذين يحاولون انتهاك سيادة دولة عربية هي عضو ثابت في مجلس الأمن الدولي والمحافل الدولية وعضو مؤسس في جامعة الدول العربية، وذلك ضد الحرب الكونية التي فرضت عليها، والتي ستطول، إن عاجلا أم آجلا، كل الدول العربية المستريحة على حبال هشة وآمال ترتد على سلامهم المزيف وأمنهم المشوب بالتساؤلات . لكن، على الرغم من عنترياتهم الملتبسة، ستبقى سورية العروبة والدولة القادرة الثابتة، قائدة في زمن العواصف كما في زمن السلم والأمان، وسيبقى الهوى المسكون في كراريسنا وقلوبنا وعقولنا إليها .. امتلاء أدهار مطعمة بخواطر الزمان ونجاويه السرمدية، حيث توالد الأقمار فوق هاماتها طوالع سعد لا تنام مهما توالت النكبات، ولأن انتظارات الأمل معقودة على نواصي نهاراتها ومساءاتها وبنادق فرسانها وسعيها الحثيث إلى أهداف النصر المنشودة، حيث سيبقى نشيد العروبة صارخا وسع الحناجر: بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان.. والسلام على من اتبع الهدى يقينا منطلقا من فوهات بنادق الجيش العربي السوري. |
|