|
بيروت عندما تكون في قلب العاصفة ليس لها أي معنى أو مدلول سوى الاستسلام لسيناريو ترسمه يد الإرهاب التي تستهدف سورية ولبنان ودول عربية أخرى بشكل علني لا لبس فيه، وهذا يعني أن الخيارين أصبحا واضحين فإما أن تكون في خندق العروبة والمقاومة أو في الخندق الإرهابي الإسرائيلي وشتان مابين الخندقين. وحول سياسة النأي بالنفس التي دأبت الحكومة اللبنانية على المناداة بها تجاه الأزمة في سورية رأى عمر كرامي رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق أن «لبنان ليس له سوى سياسة النأي بالنفس على علاتها وصعوباتها» مشددا في الوقت ذاته على أن «النأي بالنفس هذه المرة لا يجب أن يكون مزيفا ووسيلة للتحايل على الواقع وإنما يجب تحديد شكله ومواصفاته وطرق تطبيقه بالإجماع». وحذر كرامي في كلمة وجهها إلى اللبنانيين بالذكرى ال 26 لاستشهاد شقيقه رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رشيد كرامي من أن «الرؤوس التي تحرض على القتال في طرابلس لها مآربها السياسية والانتخابية وارتباطاتها الخارجية المشبوهة»، وأوضح كرامي أن «الخيار الوحيد هو الدولة ومؤسساتها وشرعيتها وجيشها وأجهزتها لان الدولة ليست أشخاصاً بل هي مفهوم وانتماء» داعيا اللبنانيين جميعا إلى احترام ما تم التوافق عليه في اتفاق الطائف . والواضح منذ بداية ألازمة في سورية أن المجوعات الإرهابية على تنسيق كامل مع إسرائيل حيث أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق أن المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية تقف صفا واحدا مع العدو الإسرائيلي في مقابل خندق تجتمع فيه سورية مع المقاومة موضحاً أن موقف حزب الله حيال ما يجري في سورية ينطلق من معادلة حماية ظهر المقاومة وإسقاط مشاريع محاصرتها» متسائلا ....»هل يمكننا أن نقف وننتظر عندما تكون المجموعات المسلحة في سورية في موقع تهديد ظهر المقاومة وخدمة الأهداف الإسرائيلية». ورأى قاووق أن كل ما يجري الآن هو محاولة لاستنزاف المقاومة ومحاصرتها لأن تبني المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية بالصوت والصورة لقصف الهرمل والقصر يكشف طبيعتها الإجرامية ودورها المشبوه في تحقيق الأهداف الإسرائيلية. والحقيقة التي لفت إليها رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا هي أن الدوائر الأطلسية استفادت من حالات الفوضى التي أعقبت انهيار أنظمة عربية لتخترق النسيج الاجتماعي وتنتقل من مرحلة إسقاط نظام إلى تغيير المجتمع نفسه عبر تشجيع حركات طائفية وفئوية وعصبية مذهبية تبعد الناس عن أهدافهم باتجاه إشعال حروب أهلية داخلية تخدم مشروع الشرق الأوسط الكبير . وقال شاتيلا في مذكرة قدمها إلى الدورة الرابعة والعشرين للمؤتمر القومي العربي المنعقد في القاهرة: على العرب الوقوف وقفة واحدة ضد تحويل جامعة الدول العربية إلى جامعة شرق أوسطية تضم إسرائيل وتركيا مطالبا بحملات شعبية لتصويب أداء الجامعة . |
|