تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أوساط أوروبية تؤكد أن فرنسا وبريطانيا تواصلان تسعير نار الأزمة: رفع الحظر إخفاق للاتحاد ..ودليل على انغماسه بالمشروع التخريبي ضد سورية

عواصم
سانا- الثورة
صفحة أولى
الأحد 2-6-2013
بالتأكيد ليس حباً بمن يسمون أنفسهم» المعارضة»، وليس شفقة على من يدّعون الحرص على حقوق السوريين أو الرغبة بمساعدتهم، فقط لأن رفع الحظر عن تصدير وتزويد الإرهابيين بالأسلحة، يشكل بالنسبة لاحتكارات السلاح سوق تصريف مغرية للدول المصنعة

والتي تبحث دائماً عن مكان لتصريف بضاعتها بالسعر الذي تريد، ولاسيما أن الذي سيدفع لا يعنيه من سيقتل بهذا السلاح، ومادام الكتف الذي سيحمله واليد الذي ستطلقه وتتعامل معه، لم تعد أساساً من الجسد العربي الذي تورم فاضطر لقطعها.‏

بالإضافة لذلك ثمة دول تريد زيادة الطين بلّة، أو سكب الزيت على النار وتسعيرها، ووضع العصي بالعجلات ووضع العراقيل بوجه الجهود الرامية لحل الأزمة في سورية، لذلك تفعل هذه الدول المستحيل لإقناع الأطراف الدولية الأخرى الراغبة بالحل السياسي، بتصدير السلاح إلى الإرهابيين وتزويدهم به، ظناً منهم أن أولئك المسلحين سيغيرون شيئاً من المعادلة التي باتت نتائجها معروفة.‏

بالطبع على رأس هذه الدول أميركا التي تدفع بفرنسا وبريطانيا لتكونا رأس حربة في مشروعها الصهيوني ضد سورية، وإيقاع هاتين الدولتين بالوهم بأنهما لا تزالان قادرتين على التدخل في شؤون الدول، لكن دون أن تدركا أن الدول ليست كبعضها، وليست بنفس الإمكانات والقوة، ولهذا لقي القرار الأوروبي رفع الحظر عن توريد السلاح لمسلحي المعارضة ومرتزقتها انتقادات واسعة لكونه أحادياً ولا يخدم الجهود الدولية الساعية لإيجاد الحل.‏

نائب تشيكي في البرلمان الأوروبي: رفع الحظر يمثل إخفاقـــاً ذريعـــاً للاتحــاد‏

النائب التشيكي في البرلمان الأوروبي ييرجي ماشتالكا وصف قرار الاتحاد الأوروبي عدم تمديد الحظر المفروض على إرسال السلاح للمجموعات الإرهابية المسلحة في سورية بأنه إخفاق ذريع للاتحاد، وأوضح أنه اتخذ بتأثير ضغوط مارستها بريطانيا وفرنسا على بقية دول الاتحاد مشيراً إلى أن الصراعات الإقليمية تمثل بالنسبة لاحتكارات السلاح سوق تصريف مغرية كاشفاً عن بعض أبعاد وخفايا الجشع وراء اتخاذ مثل هذا القرار.‏

ماشتالكا حذر من أن إلغاء الحظر سيزيد من تعميق الأزمة في سورية مع عدم استبعاد توسعها جغرافيا مؤكداً تفهم ودعم الموقف الروسي القوي الرافض لقرار الاتحاد الأوروبي المذكور لافتا إلى أنه سيتم تقديم السلاح للمجموعات المسلحة في سورية في آب القادم.‏

إذاً لن يبقى السلاح الذي أصبح بيد الإرهابيين في مكان واحد من العالم بل سيتفشى الإرهاب ويمتد إلى كل بقعة على وجه الكرة الأرضية، وبالتالي لابد من اجتثاثه ومحاربته كلما دعت الحاجة إلى ذلك.‏

النائب التشيكي انتقد زعم بعض الدول الأوروبية أن توريد هذه الأسلحة هو «لحماية المدنيين»، معتبراً أن هذا القرار أثبت أن السياسة الخارجية والأمنية المشتركة للاتحاد غير موجودة أصلاً لافتا إلى أن السياسة الخارجية المشتركة تم النص عليها في إطار معاهدة ماستريخت في عام 1992 باعتبارها إحدى الركائز الرئيسية الثلاث للاتحاد الأوروبي مع التزام بأن تخدم هذه السياسة السلام والأمن الدوليين أما ما حصل فهو عدم التزام الاتحاد الأوروبي بذلك في أي صراع وقع منذ تلك الفترة، و بغض النظر عن الإعلان القائم بشأن السياسة الخارجية فإن بعض دول الاتحاد انخرطت بشكل مباشر في صراعات عديدة سواء في يوغسلافيا أو ليبيا أو مالي مؤكداً انه حتى الحظر الذي كان قائما بشأن سورية فإن بعض دول الاتحاد لم تكن تلتزم به، كما أكد ماشتالكا أن قرار وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الأخير بشأن سورية لا يمكن تقييمه فقط على انه مظهر من مظاهر السياسة الخارجية العدوانية للاتحاد الأوروبي وإنما أيضا مظهر من مظاهر عمق أزمته السياسية.‏

مراقبون أكدوا أن هذا الأمر يمثل دليلاً جديداً على الانغماس الغربي الواضح في دعم المجموعات الإرهابية المسلحة التي تعيث قتلاً وتدميراً وخراباً بحق سورية أرضاً وشعباً.‏

باحث إيرلندي: فرنسا وبريطانيا‏

يتحملون مسؤولية ما يجري‏

الباحث الإيرلندي للشؤون الدولية فينيان كانينغهام إن حكام فرنسا وبريطانيا المجانين وفي مؤشر على نيتهم سكب المزيد من الوقود على الأزمة في سورية والتي يتحملون في جزء كبير مسؤولية إشعالها وإذكاء نيرانها عمدوا الأسبوع الماضي إلى الإعلان صراحة عن نيتهم إرسال المزيد من الأسلحة الثقيلة إلى ميليشيات المرتزقة المدعومة من الغرب .‏

وفي مقال حمل عنوان «الدول الغربية.. عصابة من مشعلي الحرائق في البلدان الأخرى» نشره موقع برس تي أضاف كانينغهام في إنه لابد أن يكون واضحاً تماماً أن هذه الحملة الإجرامية ضد المواطنين السوريين والتي تدخل عامها الثالث لم يكن لها أن تمتد كل هذه الفترة لولا الدعم الذي لا يكل والذي تقدمه لها الحكومات الغربية ووسائل إعلامها .‏

الكاتب أن ما تقوم به هذه الدول هو تماماً ما يفعله مفتعلو الحرائق فهم يهرعون إلى الحرائق التي أشعلوها مدعين أنهم رجال إطفاء يحاولون إطفاءها بينما يكونون في حقيقة الأمر مدججين بمواد حارقة وأكثر قوة لإذكاء نيرانها غير مبالين بصراخ الضحايا .‏

كانينغهام أشار إلى أن ما يقوله ليس مجرد توقعات بل هو وصف لما يحصل بالفعل كنتيجة للسياسات الإجرامية للندن وباريس وواشنطن وحلفائهم الإقليميين لافتا إلى أن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عمد إلى إطلاق التحذيرات من نيجيريا يوم الثلاثاء الماضي من خطر الإرهاب الدولي وكيف أن على دول شمال وغرب أفريقيا الاتحاد لهزيمة هذا التهديد في حين أنه في الواقع يجب إطلاق تسمية وزيري الحرائق الخارجية عليه وعلى نظيره البريطاني وليام هاغ، واستشهد الباحث بالمجموعة المقاتلة الإسلامية الليبية المرتبطة بتنظيم القاعدة التي قادت حملة حلف شمال الأطلسي الناتو لتغيير نظام العقيد معمر القذافي في ليبيا عام 2011 بعد أن تم تزويدها بالتمويل والأسلحة من دول الناتو وحلفائها الوهابيين في دول الخليج من قطر والسعودية والامارات.‏

الكاتب أشار إلى أن هذا يشكل إنذاراً خطيراً لنوع الفوضى التي قد تتصاعد في سورية وكامل المنطقة بعد أن فتحت لندن وباريس البوابات لسيل من الأسلحة إلى ميليشيات الوهابية في سورية .‏

معظم الأمريكيين يعارضون‏

تدخلاً عسكرياً في سورية‏

وبشأن الحديث المتواصل عن التدخل العسكري وعن كل ما يتركه من أثر عميق تم الكشف عن استطلاع للرأي في الولايات المتحدة عن معارضة معظم الأمريكيين للتدخل العسكري لبلادهم في سورية.‏

الاستطلاع الذي أجراه مركز غالوب في الفترة من 28-29 أيار ونشرت نتائجه أمس بحسب وكالة الأنباء الصينية شينخوا، جاء فيه أن 68 بالمئة من الأمريكيين المستطلعة آراؤهم أعربوا عن معارضتهم لقيام الولايات المتحدة بتدخل عسكري في سورية مقارنة ب 24 بالمئة أبدوا رأياً مخالفاً.‏

في الوقت ذاته أفاد الاستطلاع بأن الأمريكيين يعبرون عن اهتمام أقل بالأزمة في سورية حيث قال أقل من 49 بالمئة ممن شملهم الاستطلاع أنهم يتابعون الأخبار حول الأزمة في سورية جيدا أو إلى حد ما عن قرب في نسبة عدها المركز الأقل من المتوسط لأكثر من 200 حدث تاريخي أجرى المركز استطلاعاً للرأي حولها منذ العام1992.‏

في المقابل أعرب 58 بالمئة من الأمريكيين المشاركين بالاستطلاع أنهم غير متفائلين بأن حل الأزمة في سورية سيتم عبر الوسائل الاقتصادية والسياسية بينما وافق 27 بالمئة على ان مثل هذه الجهود ستنجح.‏

وعلق مركز غالوب على هذه النتائج باشارته الى ان الأمريكيين يفضلون بشكل واضح كما يبدو إبقاء الجيش الأمريكي بعيداً عن الأزمة في سورية بمعارضتهم مثل هذا التدخل لبلادهم رغم أنهم توقعوا ان الجهود الدبلوماسية ستفشل في حل الأزمة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية