تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ويستمر الوهم

معاريف - عاموس غلبوع
ترجمة
الأحد 2/9/2007
ترجمة أ. أ. هدبة

في الأسبوع الماضي كانت قد مرت سنة على قرار مجلس الامن 1701 الذي أفضى الى انتهاء حرب لبنان الثانية.

تطرق هذا القرار, الى جانب طلب إطلاق سراح المختطفين الإسرائيليين بلا شرط, الى منطقتين: منطقة جنوب لبنان, مع تأكيد المنطقة جنوب الليطاني, ومنطقة سائر لبنان على حسب القرار, يجب أن تكون منطقة جنوب لبنان مجردة من وجود ونشاط أية قوة عسكرية إرهابية, سواء لحزب الله أو لجهات إرهابية أخرى ويجب ان تنشر في مجالها قوة كبيرة من جيش لبنان وان تقوى قوة اليونيفيل الموجودة وتطور لتساعد جيش لبنان على بسط سيطرة حكومة لبنان.‏

وببساطة: ان يكون جنوب لبنان من غير حزب ا لله. وفيما يتصل بسائر لبنان, طلب الى أفراد حزب الله وسائر المنظمات الإرهابية ان ينزعوا سلاحهم, وفرض حظر على نقل الوسائل القتالية الى المنظمة.كما يزعم ناطقو إسرائيل, يشكل قرار 1701 درة تاج إنجازها السياسي في الحرب, ومن أجله, يقول لنا رئيس حكومة إسرائيل, سقط في المعركة ثلاث وثلاثون ضحية في الأيام الثلاثة الأخيرة من المعارك.في المدة الأخيرة أصدرمركز المعلومات للاستخبارات والإرهاب, التابع لمركز تراث المعلومات الاستخبارية, ورقة خاصة تفصح عن مبلغ تطبيق هذا القرار المهم. ما هي نتائجها الرئيسة? في جانب الميزان الايجابي يقوم إنجازان: أحدهما, الهدوء شبه التام في الحدود الشمالية, وحقيقة أن حزب الله لم ينفذ حتى عملية عنيفة واحدة مضادة لإسرائيل في أثناء السنة كلها . والثاني ان حزب الله كف عن كونه صاحب السلطة الوحيد في جنوب لبنان, وتخلى ايضا من خط مواقعه الأول على امتداد الحدود كما كان قبل الحرب.‏

انضم اليه جيش لبنان, الذي عاد بعد غياب بعشرات السنين ليكون حاضرا في الجنوب بقوة أربعة ألوية, وانضم اليه كصاحب السلطة الثالث قوة معززة من اليونيفيل عدتها ثماني كتائب. المشكلة هي أنه يبرز في الجانب السلبي الأمور الرئيسة آلاتية: لم ينزع السلاح من منطقة جنوب لبنان ولم تجرد من نشاط حزب الله. بل العكس, أعاد حزب ا لله بناء اكثر بنيته العسكرية التحتية في المنطقة. يوجد له هنالك اليوم, على حسب التقديرات, ألاف من الصواريخ التي تبلغ مدى 110 كيلو مترات, ومئات من قطع السلاح المضادة للدبابات المتقدمة, ومئات من الصواريخ المضادة للطائرات الشخصية, وعشرات من المدافع المضادة للطائرات وكميات كبيرة جدا من الشحن الناسفة الجانبية.‏

لم يجهد أحدهما نفسه بالوفاء بطلب إبعاد قوة حزب الله المقاتلة عن الجنوب.‏

المشكلة أعظم في سائر مناطق لبنان.‏

فهنالك لا ينزع حزب الله سلاحه فضلا عن أنه أعاد بناء نظام صواريخه البعيدة المدى التي دمرت في الحرب ولم يطبق حظر نقل الوسائل القتالية, ونقلت سورية وإيران الى حزب الله على نحو دائم, وبلا عائق تقريبا, كميات كبيرة من الوسائل القتالية. التقدير هو أن حزب الله اليوم قادر على ان يطلق على شمال الدولة ومركزها كمية مشابهة لتلك التي كانت في الحرب الأخيرة, وستزداد الكميات والنوعيات في المستقبل. ويمكن أن نضيف شيئا عن مختطفين.في أعقاب الحرب الأخيرة وجد كثير من الحكماء الذين اتهموا - وما زالوا يتهمون - براك وموفاز بانهما تغاضيا عن ازدياد قوة حزب الله ولم يأخذا بأي عمل من أجل وقف ذلك. أين جميع هؤلاء الحكماء بازاء ازدياد قوة حزب الله الحالية?.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية