|
ديلي ستار إن المشاركة المباشرة للولايات المتحدة الأميركية شيء حيوي من أجل تحريك عملية السلام لكن إن كانت تلك المشاركة متحيزة وفاترة الهمة وتتحكم بطريقة تفكيرها المعارك والنزاعات الاميركية الواسعة في المنطقة ستصبح مشاركة واشنطن قوة تعمل على مفاقمة الأمور اكثر من العمل على ايجاد حل للمشكلة وأخشى أن يكون نداء بوش لتحريك عملية السلام العربي الاسرائيلي يعكس المخاوف الأخيرة ولن تحرز تقدما إذا كانت المواقف الحالية ستسوء في كل الارجاء على الرغم من أن ذلك فرصة على العرب ألا يضيعوها ببساطة من بين أيديهم بسبب تحيز بوش الواضح لاسرائيل إذ علينا أن ندعو بوش إلى تنفيذ وعيده وعلينا في العالم العربي والعقلاء في كل مكان انتهاز الفرصة لدفع واشنطن باتجاه دور بناء واكثر توازنا والمكان المناسب للبدء هو أقوال بوش يوم الاثنين والتي تعكس الجهل والتحيز ذاته الذي دفع أميركا للتورط في العراق هناك ثلاث نقاط أو مشكلات يجب أن تتوضح الأولى هي شرعية عملية السلام وبنيتها. إن المفاوضين ووسطاء السلام الجادين لايستهلون أعمالهم بتشويه القانون و الانحياز إلى طرف واحد خلال المنزاعات والمشكلة الثانية هي أن بوش قد أيد بعض الاطراف في النزاع السياسي بين الفلسطينيين محاولا محو حماس والتأكيد على هيمنة فتح ورغم أن حماس تستحق النقد في بعض القضايا الجديه إلا أن القدر يجب أن يعكس الارادة الديمقراطية للشعب الفلسطيني إن مهاجمة حماس وتأييد فتح من خلال انحياز رئيس الولايات المتحدة الاميركية هي نتيجة لرغبات اسرائيل والمواطنين الاميركيين المتعصبين المساندين لاسرائيل الذين يعارضون بشكل قاطع مبدأ وساطة حزب ثالث في مباحث السلام فضلا عن أن أحدا ما لن يأخذ بوش على محمل الجد عندما يستخدم عبارات (الموت التطرف الارهاب العنف غير شرعي أعمال إرهابية فوضى) وغيرها من الكلمات للاشارة إلى حماس أو إلى أعمالها بيد أن بوش كان محقا عندما قال إن هذه هي لخطة وضوح لكل الفلسطينيين لكن ومع ذلك فهو بحاجة لإدراك بأن ما قاله ينطبق أيضا عليه وعلى واشنطن اتخاذ القرار إذا كانت راغبة في أن تلعب دور المحارب الهزلي وحارس اسرائيل الوحيد فوق كل القوانين والقيم أو وسيطا موثوقا لتحقيق حقوق متساوية للفلسطينيين والاسرائيليين والعرب إذ لا يمكن أن تتحقق الاشياء الثلاثة في آن واحد أما المشكلة الثانية فهي أن بوش يخلط بين تفاصيل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي والضغينة التي يكنها السياسيون الفلسطينيون لحربه العالمية على الارهاب إذ إن بوش ما يزال مهووسا ًبما يدعى الارهاب بيد أنه لايجب أن يدع هذا الأمر يعمي بشكل كامل قدرته على التفكير بطريقة عقلانية حول أسباب وحلول الصراع العربي الفلسطيني لأنها قضية مختلفة إلى حد كبير. من الممكن إصلاح كل تلك المشكلات من الجانب والموقع الاميركي كما يمكن العمل على إصلاح عدم التوافق في المواقف العربية والاسرائيلية والاوروبية والروسية وعلينا جميعا تشجيع الولايات المتحدة الاميركية على ملاحقة عملية السلام لكن بمصداقية وبطريقة شرعية وواقعية وليس عن طريق فرض الحلول أو عن طريق تقديم عروض مرعبة ومزايا خادعه أو عن طريق إطلاق النار على عربات دفاع المعسكر الموافق. |
|