|
موندياليزسيون
وانشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح على الخط الفاصل بين القوات السورية والمتمردين, الامر الذي قد يؤدي إلى تدخل غربي واحتمال حدوث مواجهة بين القوتين العظميين روسيا وأميركا. صرحت وكالة الأنباء السورية سانا ان الهجوم الصاروخي استهدف شركة الصناعات التقنية التابعة لوزارة الدفاع كما ذكرت مصادر حكومية اخرى ان الهجمات كان مصدرها البحر المتوسط حيث أرسلت الولايات المتحدة وروسيا قوات بحرية خلال الأسابيع الاخيرة. ويبدو أن الضربات الصاروخية سقطت بالقرب من قاعدة جوية روسية رئيسية في حميميم، وأسقط الدفاع الجوي السوري عدداً من الصواريخ التي اطلقتها اسرائيل, أما روسيا فقد عزت تنفيذ الهجمات إلى اربع طائرات مقاتلة كانت تحلّق فوق الاجواء اللبنانية لمهاجمة المدينة الساحلية. أيضاً اشار وزير الدفاع الروسي أن إحدى طائراته واربعة عشر جندياً كانوا قد تواروا عن شاشات الرادار أثناء الهجوم مما يعني تعرضهم لقصف الطائرات الاسرائيلية, ونظم طاقم العاملين في قاعدة حميميم الجوية عملية بحث وإنقاذ. وأشارت موسكو إلى أن الفرطاقة البحرية الفرنسية أطلقت صواريخ من البحر المتوسط في الوقت نفسه الذي ضربت فيه اسرائيل صواريخها. قائد القوات البحرية الأميركية الناطق باسم البنتاغون روبرتسون صرح لصوت أميركا انه كان بإمكانه «التأكيد انه ليس نحن», وتصرّ الولايات المتحدة على مسؤولية بطارية سورية مضادة للطائرات عن فقدان الطاقم الروسي. ترافقت الضربات بعطل كهربائي وتناقضت الروايات حول العطل ان كان بسبب العدوان ام حدث بفعل فاعل. الهجوم على اللاذقية يأتي بعد يومين من شن اسرائيل لغاراتها الجوية على مطار دمشق الدولي, رغم هذا التخريب كان الدفاع السوري قد اسقط أغلب الصواريخ المعادية. في وقت سابق من هذا الشهر اعترف مسؤول عسكري اسرائيلي أن اسرائيل هاجمت ما لا يقل عن مئتي هدف في الأشهر الثمانية عشر الماضية بإطلاق 800 قذيفة، وصرَّح نتنياهو بعد ساعات من الاعتداء على مطار دمشق الدولي أن اسرئيل تطبق «خطوطا حمراء»على سورية لإبعاد القوات الإيرانية من سورية. نشر البيت الأبيض والبنتاغون نفس الهدف السياسي وذلك لتبرير الوجود العسكري الأميركي حيث يوجد ألفا جندي أميركي منتشرين في الشمال بحجة محاربة داعش, لكن هدفهم الاساسي هو مواجهة الإيرانيين في سورية والمنطقة. دون شك حظي الاعتداء على اللاذقية بالدعم الاميركي بهدف استمرار الحرب في سورية, فقد تدخلت أميركا مباشرة بعد لقاء سوتشي حيث أعلن الرئيسان الروسي والتركي إنشاء منطقة عزل في ادلب تفصل بين القوات السورية والمسلحين المدعومين من الغرب. وتعرف القوى المسيطرة من المسلحين في إدلب باسم «تحرير الشام» وهو ائتلاف للميليشيات التابعة لتنظيم القاعدة. صرح بوتين على اثر مؤتمر صحفي ان الاتفاق للانسحاب من ادلب يكون بخروج جميع المسلحين بما في ذلك جبهة النصرة وإخراج الاسلحة الثقيلة من المنطقة المنزوعة السلاح, أما اردوغان فقال إن الاتفاق «سيمنع من حدوث مأساة انسانية». هدّدت واشنطن وحلفاؤها في حلف الناتو (فرنسا, بريطانيا والمانيا) بالهجوم على سورية بحال استخدام السلاح الكيماوي, إلا أن وزير الدفاع الروسي قال ان المسلحين هم من كان على وشك استخدام هذا السلاح. تهديدات أميركا الكثيرة لسورية والعراق اودت بحياة الكثير من الابرياء وهجرة المدنيين. بالنسبة لتركيا نشرت قواتها في إدلب, ونقلت الصحيفة اليومية حرييت ان دبابات وعربات عسكرية توجهت إلى جسر الشغور وتشير المعلومات القادمة من إدلب ان جبهة النصرة الارهابية علقت المشانق لقتل كل من يخالفها. هذا وقد أكدت روسيا وسورية رغبتهما بنفي جبهة النصرة من إدلب وبسط السيطرة على المنطقة. الاعتداء على اللاذقية ليس إلا بداية تصعيد عدواني ضد سورية قادته الولايات المتحدة ونفذته إسرائيل، والأمر الأكيد أن الحروب الجيو-سياسية المتفاقمة تتركز في الحرب على سورية, ويخشى ان تؤدي إلى حرب إقليمية أوسع ما لم نقل إلى حرب عالمية. وهكذا نلاحظ من خلال تقاطع الأحداث واللقاءات والعدوان الاسرائيلي على مواقع متعددة طيلة سنوات الحرب على سورية أن إسرائيل تعتقد بعد هذه الحرب الطويلة واستنزاف الكثير من طاقات الدولة السورية ان الباب اصبح مفتوحاً امامها لحرب مضمونة.. فإن كانت ترى الامور من منظور كهذا فهي مخطئة جداً لأن عرابتها اميركا ليست اقوى من سورية وحليفاتها, وكما يقول المثل السوري «الفرس الأصيل يركض حتى النهاية». * بقلم: بيل فان اوكن |
|