تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


صفعة روسية موجعة للعدو الصهيوني.. وقت العربدة ولى... تأمين الأجواء السورية رسائل حازمة.. هل يلتقط محور العدوان إشارات الردع فيها؟

الثورة - رصد وتحليل
أخبار
الثلاثاء 25-9-2018
في متوالية الاحداث الجارية ثمة مستجدات طرأت والقت بظلالها على المشهد السوري كله، فالعدوان الاسرائيلي الاخير على اللاذقية وحادثة اسقاط الطائرة الروسية هي الفعلة الحمقاء للكيان الصهيوني

التي سيدفع ثمنها غالياً وقد تهز اركان حكامه الحاليين الذين أعطوا اوامر تنفيذ العدوان وستضع حداً لبلطجة هذا الكيان المحتل المارق على الشرعية الدولية وتلجم جماح اعتداءاته السافرة التي يقوم بها نجدة لإرهابيه كلما أطبقت كماشة الجيش العربي السوري على خناقهم فالإعلان الروسي المهم في توقيته عن إرسال منظومة صواريخ الـ س 300 الى سورية وباتفاق سوري روسي سيحول سماء سورية الى مقبرة للطائرات الحربية الاسرائيلية المعتدية.‏

وفي قراءة متعمقة للمشهد السوري الحالي تتصدر عناوينه الابرز التصريحات الروسية بتأمين المجال الجوي السوري في المتوسط من أي اعتداءات جديدة رداً على العربدة الصهيونية الاخيرة التي أدت الى اسقاط الطائرة الروسية أيل 24، رسائل الردع الروسية وصلت في مضامينها الى العدو الصهيوني الذي بات يعلم بأن أي مقامرة عدوانية جديدة ستقابل بردع موجع وحازم وخاصة بعد ان أعلنت روسيا نيتها تزويد دمشق بمنظومة صواريخ «الـ س 300» خلال اسبوعين على الاقل والتي ستجعل اسرائيل تعيد حساباتها العدوانية من أي تهور لاحق، فيما أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن روسيا ستعمل على تشويش الملاحة عبر الأقمار الصناعية وأنظمة الرادار وأنظمة الاتصالات مع الطائرات، التي تعتدي على منشآت في سورية من فوق مياه البحر المتوسط، مضيفاً: إن هذه الخطوات ستهدئ من «الرؤوس الساخنة» وتردع الأعمال المستفزة، التي تهدد جنودنا. وإلا فسوف نضطر للرد وفقا للوضع الراهن»، حيث طالب مجلس الدوما الروسي بإسقاط الطائرات الحربية الاسرائيلية اذا اخترقت الاجواء السورية مشدداً على أنه لا يجب مسامحة «اسرائيل»على حادثة اسقاط الطائرة الروسية قبل ايام في سورية والتي ادت لمقتل 15 جندياً روسياً منوهاً بأن متزعمي كيان الاحتلال لا يفهمون اشارات التحذير، وذلك يستدعي اتخاذ تدابير صارمة بحقهم، ودعا الدوما الى إغلاق المجال الجوي السوري وإسقاط أي طائرة تخترق الاجواء السورية.‏

وما بعد اتفاق ادلب المرحلي عجت الاجواء الدولية بتغيرات وتبدلات على الصعيد السياسي والميداني ستغير قواعد الاشتباك والمواجهة وستكسر شوكة العدو الصهيوني الذي أثار الاتفاق هستيريا الغيظ لدى حكامه بعد أن جهدوا للتجييش والتحريض على تنفيذ عدوان غربي على سورية فقصم الاتفاق ظهر مساعيهم الخبيثة وأدخلهم في دوامة الفشل.‏

وفي الوقت الذي ينتظر فيه سورياً بدء حسم ملف إدلب نهائياً بعد انقضاء المهلة المرحلية المعطاة لأردوغان للتنفيذ على الارض، طفت على السطح الاعلامي فقاعة جديدة من تصريحات تركية ضد امريكا حليفتهم في الارهاب لسنوات، حيث اتهمها رئيس النظام التركي العالق في عنق زجاجة تعهداته بنزع سلاح الارهابيين في ادلب، بأنها تواصل دعم الارهاب شرق سورية مدعياً أن تحركاته العدوانية هناك هي للتخلص من إرهاب تدعمه واشنطن، حيث تفتقت قريحة أردوغان المأزوم بكيل التهم المبطنة ضد حليفه الاميركي بأنه من يواصل دعم الإرهاب في سورية، متجاهلاً يسير في المركب ذاته الداعم للتنظيمات الإرهابية في سورية.‏

وبتسليط الضوء على تبجحات التركي المزعومة ضد حليفه الاميركي لم تكن أكثر من سحابة عابرة وفقاً لمصالحه الاستعمارية، فهي لم تمنعه من تحركات عدوانية شرقي نهر الفرات، حيث أعلن أنه سيتخذ إجراء شرقي نهر الفرات وسيفرض مناطق ادعى أنها «آمنة» مثلما فعل في شمال غرب سورية، بيد أن كل متابع للتحركات والتصريحات التركية بات يعلم جيداً أن التحركات التركية لم تكن يوماً الا تحركات عدوانية استعمارية وفقاً لمصالحها وبما يخدم دول الغرب الاستعماري، خاصة أن هذه التحركات تأتي في الوقت الذي ضمنت فيه تركيا جميع التنظيمات الارهابية في إدلب، وادعت أنها تملك القدرة على ضبطها، بيد انه أصبح من الصعب الاطمئنان للجانب التركي اليوم، وخاصةً أن الاتفاق الاخير في سوتشي يتضمن فتح الطرق السريعة لإدلب أمام المرور من حلب وإلىها عبر اللاذقية وحماة، حيث يتمحور الامر حول قدرة تركيا على نزع السلاح ممن تدعمهم من ارهابيين، وخاصة أن هناك الكثير من التنظيمات الارهابية قد رفضت الدخول في اتفاق ادلب، وعليه سيكون من الصعب ضبط هذه التنظيمات على رأسهم متزعمون أجانب في «هيئة تحرير الشام» بينهم «أبو اليقظان المصري» و»أبو الفتح الفرغلي» مؤكدين مواصلة ارهابهم في إدلب، وذهبت التحليلات الى أنه في حال لم تتمكن تركيا من تنفيذ بنود الاتفاق بحلول العاشر من الشهر القادم وانسحاب « النصرة» وغيرها من التنظيمات المصنفة دوليا بالإرهابية من المنطقة المتفق عليها بحلول الخامس عشر من الشهر القادم في حال لم يتم هذا الأمر لن يكون أمام الجيش العربي السوري سوى استئناف المعركة لتحرير المحافظة بالعمل العسكري، وهذا ما تخشاه تركيا وأوروبا من خلفها، لأن هؤلاء الارهابيين سيرتد ارهابهم الى الدول التي دعمتهم ومولتهم وصدرتهم الى سورية الامر الذي يفزع لمجرد التفكير بتداعياته متزعمو هذه الدول.‏

وعلى المقلب الآخر تواصل واشنطن مساعيها لإنقاذ متزعمي داعش شرق سورية، عبر نقلهم بطائراتها وتأمينهم، حيث قامت ما تسمى قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، بعملية انزال بالقرب من قرية المراشدة في جنوب شرق محافظة دير الزور، حيث تتمركز «داعش» ونقلت 77 من متزعمي داعش الإرهابية الى جهة مجهولة.‏

فيما تزامنت هذه الاخبار مع تسريبات تتحدث عن مغادرة متزعم تنظيم «داعش» الارهابي أبو بكر البغدادي من سورية والعراق، وهو ما كشفت عنه وسائل اعلام نقلاً عن مصادر من داخل التنظيمات الارهابية في باكستان، كما أشارت إلى أن البغدادي وصل إلى ولاية ننجرهار شرق أفغانستان.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية