|
وكالات - الثورة وسط حالة من التوتر والقلق الشديدين تسود الأسواق المالية العالمية تسببت بها قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول الرسوم الجمركية الإضافية وإجراءاته الحمائية التي أثارت ضجة كبيرة حول العالم ، وفتحت الباب أمام أزمات لدى منظمة التجارة العالمية. ترامب من خلال إصراره على المضي في إجراءاته الأحادية وسياساته المتشددة تلك يسعى لإثارة الفوضى وزعزعة الاستقرار والتوازن العالميين ، ويكاد يجمع المحللون والمراقبون الاقتصاديون على أن الخطر الأكبر على الاقتصاد العالمي يأتي من السياسات التجارية التي يعتمدها الرئيس الأميركي ، الأمر الذي سيؤثر بشكل ملحوظ على حرية التجارة العالمية، وربما يحدث شللاً في هذا المضمار. وقد بدأ أمس سريان رسوم أمريكية على بضائع صينية بقيمة 200 مليار دولار، كذلك دخلت حيز التنفيذ رسوم انتقامية فرضتها بكين على منتجات أمريكية بقيمة 60 مليار دولار. ويعد ذلك نذير شؤم على الاقتصاد العالمي، حيث يحذر خبراء من أن أي نزاع تجاري مطول بين أكبر اقتصادين في العالم سيؤثر في نهاية المطاف على النمو ليس فقط في الولايات المتحدة والصين، بل وعلى الاقتصاد العالمي ككل. فخلافاً لتحذيرات العديد من الخبراء الاقتصاديين والشركات ، فرضت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعتباراً من الساعة الساعات الأولى من صباح أمس رسوماً جمركية مشددة بنسبة 10% على ما قيمته 200 مليار دولار من المنتجات الصينية. وقد ردت بكين على الفور بتطبيق رسوم جمركية بنسبة 5 أو 10% على واردات سنوية من المنتجات الأميركية بقيمة 60 مليار دولار، في تصعيد للحرب التجارية بين القوتين الاقتصاديتين الأوليين في العالم. وقالت بكين، في بيان نشرته أمس عن التصعيد التجاري مع واشنطن، إن الولايات المتحدة تناقض بين تصريحاتها وأفعالها، وهذا يؤدي إلى تصعيد الحرب التجارية ويعرض التجارة العالمية للخطر، معتبرة أن الإجراءات الأمريكية تتناقض مع مبادئ منظمة التجارة العالمية ويطالب ترامب منذ أشهر الصين بوضع حد لممارسات تجارية يصفها بأنها غير نزيهة، وينتقد بصورة خاصة إرغام الشركات الأميركية الراغبة في الدخول إلى السوق الصينية على تقاسم مهاراتها التقنية مع شركاء محليين. وتفرض واشنطن منذ آذار الماضي رسوماً جمركية مشددة على واردات الصلب والألمنيوم بنسبة 25% و10% على التوالي ، مبررة هذا الإجراء بدواعي الأمن القومي. وما يزيد من تعقيدات الوضع أن الحوار يبدو مقطوعاً بين الطرفين , وأوردت صحيفة وول ستريت جورنال أن بكين ألغت زيارة مقررة لوفد من المفاوضين الصينيين في 27 و28 أيلول إلى واشنطن ، كما أن مفاوضات سابقة جرت في أواخر آب لم تسفر عن نتيجة. وعلق رئيس قسم الاقتصاد في وكالة « فيتش» للتصنيف الائتماني أن الحرب التجارية باتت واقعاً. ورأت « فيتش» أن سياسات الولايات المتحدة التجارية الحمائية بلغت نقطة باتت فيها تؤثر فعلياً على آفاق نمو عالمي لا تزال قوية ، وقد خفضت الوكالة توقعاتها للنمو في الصين إلى 6,1% هذه السنة بتراجع 0,2 نقطة مئوية عن توقعات حزيران ، فيما باتت تتوقع نمواً عالمياً بنسبة 3,1% عام 2019 بتراجع 0,1 نقطة مئوية. ولفتت فيتش إلى أن النمو الاقتصادي في العالم أقل توازنا وأقل تناغماً. وما يزيد من المخاطر على التوسع الاقتصادي دخول ترامب في نزاع تجاري مع كل الشركاء الرئيسيين للولايات المتحدة , وتوصل في الوقت الحاضر إلى هدنة هشة مع الاتحاد الأوروبي والمكسيك ، لكن إدارته تجري مفاوضات صعبة مع كندا. ويبدو الآن أن اليابان التي تسجل الولايات المتحدة تجاهها عجزاً تجارياً بقيمة 56,6 مليار دولار، باتت هدفاً لترامب. وبعث عملاق التوزيع « وولمارت « رسالة مؤخراً إلى إدارة ترامب حذر فيها بأنه في حال فرض رسوم جمركية جديدة على البضائع الصينية ، فقد يعمد إلى زيادة أسعاره على مجموعة واسعة من المنتجات التي تتراوح بين المواد الغذائية من أسماك وصلصة الصويا والطحين وغيرها , إلى لوازم العناية الشخصية والصحة مثل الشامبو والصابون وأدوية التنظيف. وأشارت ساره ثورن التي كتبت الرسالة وهي تعمل للترويج لوولمارت إلى أن هذه الرسوم الجمركية ستزيد من نفقات الأسر على هذه المنتجات ذات الاستخدام اليومي. |
|